علي عطوي
يعيش طلاّب مدرسة معركة الابتدائيّة الرسميّة هجرة قسريّة عن مدرستهم، بعدما بات الصرح التعليمي يُمثّل خطراً حقيقياً على حياتهم، نتيجة التصدّع الكبير الذي لِحقَ به والتشققات الواسعة في جدرانه بسبب الهزة الأرضية، التي ضربت منطقة صور.
وقَد سبّبت الهزة أضراراً كبيرة في المدرسة، حيث باتت بعض الجدران والسطوح تشارف على السقوط، ما دفع بمدير المدرسة سليم مصطفى إلى إصدار قرار يقضي بتعليق الدروس لمدّة ثلاثة أيّام حتى يجري إصلاحها، لكنّ انقضاء فترة العطلة لم يأتِ بجديد، فأُخلي المبنى بالكامل بانتظار الترميم.
وفي هذا الإطار، يقول مصطفى «إنّ زيارة محافظ الجنوب مالك عبد الخالق برفقة وفد مهندسي الهيئة العليا للإغاثة للمدرسة، كانَت بمثابة جولة استطلاعيّة ليسَ لها أيّ مفاعيل إيجابيّة على الأرض، فالمدرسة ما زالَت على حالها ولم يطرأ أي تحسين أو ترميم على الجدران الآيلة للسقوط، وما زلنا نتلقّى وعوداً». ويوضح «أننا أجرينا اتصالات مع مديري ثانويّتَي خليل جرادي ومحمّد سعد في بلدة معركة، من أجل تقاسم طلّابنا البالغ عددهم 600 طالب وطالبة، إضافةً إلى 60 فرداً من الهيئة التعليمية لاستقبالهم في صفوف الثانويّتين المذكورتين» .
ونتيجةً لذلك، أصبح دوام التدريس في ثانويّة الشهيد خليل جرادي بالنسبة إلى طلاّب المرحلة الابتدائيّة، بين الواحدة ظهراً والسادسة مساءً لخلوّ الثانويّة في هذه الأوقات، أمّا تلامذة الروضات البالغة أعدادهم 120 تلميذاً وتلميذة، فقد استقبلتهم ثانويّة الشهيد محمّد سعد ضمنَ أوقات الدوام الرسمي المعهود.
ويشرح مصطفى «أنّ هذا الوضع المستجدّ لم يتقبّله الطلاّب وأولياء أمورهم، الذينَ نظموا قبل أيام احتجاجاً رفضاً لتدريس أبنائهم في فترة ما بعد الظّهر، ما انعكسَ سلباً على الحضور، حيثُ إنّ هناك حوالى200 طالب في حالة غياب مستمرّ، إضافةً إلى أنّ تأخّر الأوقات أحدثَ تضارباً في مواعيد وسائل نقل الطلاّب».
ويشير مصطفى إلى «وجود صعوبات يواجهها تلامذة الروضات، لعدم تناسب المقاعد الدراسيّة مع أعمار هؤلاء، فالمدرسة غير مجهّزة أصلاً لاستقبال أطفال، علماً بأنّ غرَف التدريس غير صحيّة، لكثرة التشققات والتصدّعات الموجودة، وكما يبدو فإنّ المدرستين ليستا أحسن حالاً من مدرستنا، لذا نأمل العودة إلى قواعدنا في الوقت القريب».