مخيّم البدّاوي ـــ نزيه الصدّيق
إذا كانت قضية إخلاء نازحي مخيّم نهر البارد من المدارس الرسمية في طرابلس والبدّاوي قد وصلت إلى خاتمتها السعيدة منذ أيّام، وأُفرغت كلّ تلك المدارس من قاطنيها، فإنّ مشكلة مشابهة بدأت تطفو على السطح في مخيّم البدّاوي، تتمثل في الدعوات إلى إخلاء مدارس الأونروا من النّازحين من أجل عدم ضياع العام الدراسي على طلاب مخيّمي البدّاوي ونهر البارد معاً.
وقد نفّذت، أمس، اللجان المشتركة في مدارس الأونروا في مخيم البداوي اعتصاماً أمام مكتب مدير خدمات الأونروا، أيّدت فيه مطالب تلامذة مدارس الأونروا في المخيمين لجهة ضرورة تأمين مدارس لهم لبدء عامهم الدراسي، عبر إخلائها من النازحين أو إيجاد مدارس مؤقتة تساعد في إنقاذ العام الدراسي. وبعد الاعتصام، رفع المشاركون مذكّرة إلى مدير عام الأونروا في لبنان، ريتشارد كوك، أكدوا فيها «حقهم المشروع في العودة إلى المخيم بأسرع وقت ممكن، وإيجاد بدائل إنسانية لائقة من حيث المسكن، وتأمين أدنى متطلبات الحياة الكريمة إلى حين العودة». وأشارت المذكرة إلى «الظروف النفسية والمعيشية والمأساوية الصعبة التي لا يستطيع تحملها أي إنسان»، موضحة أنّ «العام الدراسي قد بدأ منذ أكثر من شهر، في حين أنّ أبناءنا لا يزالون في الشوارع والساحات، حيث لم يتمكنوا من الالتحاق بصفوفهم ومدارسهم، ما يعني تكريس الجهل في صفوف أبنائنا». وفيما أكدت المذكرة «دعمها الكامل لمطالب الطلاب المحقة والعادلة في بدء عامهم الدراسي»، شددت على «رفضها أي حلول مجتزأة أو مؤقتة، أو حل أي مشكلة على حساب مشكلة أخرى، لأنّ هذا الأمر مرفوض من الصغير قبل الكبير في المخيمين معاً».