في مثل هذا الوقت من كل عام، تنطلق الاستعدادات لإحياء ذكرى يوم الأرض في فلسطين. لهذا اليوم مكانة خاصة في قلوب عشاق الأرض وفلسطين. ففي ٣٠ آذار من عام ١٩٧٦ وضعت سلطات الاحتلال الصهيوني يدها على آلاف الدونمات من الأراضي القليلة التي كانت لا تزال في أيدي الفلاحين الفلسطينيين. يومها، هبّ الفلسطينيون لنصرة الفلاحين وعمّت التظاهرات والإضرابات كافة المناطق. لكن من دون جدوى، فقد قمعت سلطات الاحتلال تلك التظاهرات بعنف دموي ووقع مئات الشهداء والجرحى. وهكذا، مضت سلطات الاحتلال ببرنامجها الاستعماري، ولا تزال حتى اليوم تجرد أهل فلسطين من أرضهم، من الضفة الى إلنقب. وما يدور اليوم في القدس عاصمة فلسطين من تدمير لمنازل أهلها العرب وأماكنها التاريخية والثقافية ليس إلا محاولة للمضي في مشروع نزع الهوية العربية عن فلسطين وعن القدس. في هذا السياق، ولأن القدس عاصمة الأحرار في كل أنحاء العالم، ولأنها رمز الأرض المسلوبة، قررت مجموعة من الناشطين الفلسطينيين والدوليين إطلاق مسيرة لاعنفية ضخمة نحو القدس تعبيراً عن رفضهم للتطهير العرقي الممنهج الذي تمارسه السلطات الصهيونية وانتصاراً لقضية فلسطين. وفي الثلاثين من الجاري، سيتوجه مئات الآلاف من الناشطين من أنحاء العالم إلى فلسطين وبلدان الطوق حيث سيرفع العلم الفلسطيني وعلم البلد المضيف في وجه العدو. وقد لاقى المشروع دعماً من شخصيات عالمية، منها ديزموند توتو وميريد ماكواير، الحائزان جائزة نوبل للسلام، ومعهما طيف من الأدباء والفنانين والسياسيين العرب والغربيين. وستكون الرسالة الموجهة إلى المحتل واحدة: لن نترك الأرض ولن ننسى القدس ولن يمر المشروع الاستعماري الذي يهدف إلى خلع أهل فلسطين عن أرضهم. القدس لنا نحن أحرار العالم.