أخيراً كثر الحديث عن «تويتر»، الموقع الإلكتروني منتدى اجتماعي، وهو قد أُسّس قبل نحو ثلاث سنوات، لكنه منذ شهر شباط الماضي يشهد تزايداً كبيراً في عدد مستخدميه، يعرض أخباراً ومقالات بالتعاون مع أشهر الصحف والمؤسسات الإعلامية العالمية، وتجد في الموقع صفحات لشركات كبيرة

خضر سلامة
تويتر هو موقع للتدوين الشخصي المبسط، تأسس عام 2006 على يد جاك دورسي، وفيه مساحة للمشترك لكي يكتب «رسالة» أو تعليق، ولكن شرط ألا يزيد عدد الحروف أو الوحدات عن 140.
«ماذا تفعل الآن؟» هو السؤال الذي يصاحب عنوان الموقع عند الدخول إليه، ولكن السؤال ـــــ العبارة يكفي ليعطيك فكرة عن فكرته البسيطة، أي أن على المستخدم أن يدوّن في «تويتر»، إذا رغب، جملة يعلن فيها ماذا يفعل في هذه اللحظة بالذات.
ولكن شيئاً فشيئاً، أصبح «تويتر» أكثر من ذلك، إذ تحول إلى عملاق لتبادل الصور والمعلومات والوصلات (links).
بماذا يتميز «تويتر» عن فايس بوك؟ سؤال يتردد كثيراً، والإجابة سهلة جداً، سر التميز هو في بساطة «تويتر» وتوجيهه المباشر لتبادل المعلومة والتواصل الشخصي جداً.
عندما تقوم بتجديد بسيط لمضمون ما تبثه عن نفسك، أي عندما تضيف معلومات عن حياتك الشخصية، عن نشاطاتك، كل ذلك سيكون معلومات تهم بالتأكيد من يحبونك ويتابعون أخبارك، وخصوصاً عندما تبث هذه المعلومات لحظة بلحظة، ما يجعلك على اتصال عال جداً بالأصدقاء وأفراد العائلة وزملاء العمل.
«تويتر» إذاً، هو أداة بسيطة لعرض «محتوى»، وقد أطلقت عليه الكاتبة ليسلي دمونتي لقب «أس أم أس الإنترنت»، لكون التواصل فيه يجري بأقصر الرسائل الممكنة، وبحجم محدود، لكنه كاف لتحقيق أهدافه، كما يعتبر عملياً في إطار عملية تعقب المعلومات عن الأفراد الأصدقاء.
يقدم الموقع أيضاً مواكبة إخبارية بالتعاون مع شبكتي «سي أن أن» الأميركية و«بي بي سي» البريطانية وجريدة «لو موند» الفرنسية وغيرها.وفي إطار الخدمات التي يتيحها، يعرض موقع «تويتر» عند تقليب صفحاته دائماً شهادات صحافية إعلامية مأخوذة من صحف عالمية ومواقع متخصصة.
التسجيل يكون بعد الدخول إلى الصفحة الرئيسية، وبعد إكمال المعلومات اللازمة لخلق حساب، ومن ثم، يعرض «تويتر» على المستخدم البحث عن أصدقائه الموجودين أصلاً في الموقع.
بعد ذلك يعرض «تويتر» على مستخدمه تتبع أخبار مشاهير ما موجودين في الموقع (من لاعبي كرة سلة إلى مغنين وممثلين)، وبعدها، يكون المستخدم قد حصل على صفحته الخاصة.
المعلومات الشخصية المطلوب الإفصاح عنها عند التسجيل في «تويتر»، شبيهة بما تطلبه معظم المواقع المشابهة، أي نبذة قصيرة عن نفسك، وتاريخ الولادة وغيرها، كما يمكن من خلال لوحة التحكم معرفة عدد الأشخاص الذين يتابعون أخبار صفحتك، وعدد الأشخاص الذين تتابعهم أنت نفسك، الصفحة الخاصة تكون عادة مفتوحة لجميع المتصفحين، ويمكن تحويلها إلى مساحة خاصة جداً لا يطّلع عليها إلا قلة، إلا أن ذلك سيحد من فعالية الخدمة والتواصل.
الرسائل على تويتر، تسمى Twit، وهي في نافذة صغيرة، تسمح بـ140 «كاريكتير» لا غير، ومن ثم يضاف إلى اسم المرسل إليه علامة @ مع اسم الصفحة الخاصة به.



إذا أراد المستخدم رفع صورة فعليه التوجه إلى صفحة www.twitpic.com فإذا قام بتحميل الصورة على هذه الصفحة، فإنه سيجدها بالتالي على صفحته الشخصية. ثمة الكثير من التطبيقات في «تويتر»، وجميعها تطبيقات سهلة.
عود على بدء، مرة أخرى تحلو المقارنة مع ما يُسمى بالمواقع الاجتماعية «الشعبية»، فيتميز «تويتر» عن «فايس بوك»، أولاً بكون غالبية مستخدميه الفاعلين تتراوح أعمارهم بين 35 و49 عاماً، بعكس «فايس بوك» الذي يبدو للشباب بشكل شبه حصري، كما يبلغ عدد مستخدمي «تويتر» حوالى 6 ملايين شخص لا غير، وذلك رغم الانفجار الكبير الذي شهده عدد مستخدميه العام الماضي، وقد بلغت هذه النسبة 1000 في المئة في الولايات المتحدة وحدها، و700 في المئة في العالم، أما مستخدمو فايس بوك فـ200 مليون مستخدم.
المقارنة قد لا تكون لمصلحة «تويتر»، ولكن يجب التأكيد على ارتفاع نسبة مستخدمي هذا الموقع من «الشركات الكبرى»، فـ23 من أصل 500 من أكبر شركات العالم، لها «حسابات» (account) خاصة على تويتر، كما يلفت وجود معظم وسائل الإعلام الضخمة عالمياً أيضاً على الموقع. ويُستعمل «تويتر» للتواصل المباشر في قضايا العائلة والعمل، بعكس فايس بوك ذي الطابع الترفيهي، كما لا يتجاوز عدد المشرفين على «تويتر» 29 شخصاً.
موقع «كومبيت» صنّف «تويتر» في المرتبة الثالثة بين المواقع الاجتماعية المستخدمة على النت بعد فايس بوك وماي سبايس، كما صُنف تويتر في شباط من العام الجاري، على أنه الموقع الأكثر تضخماً في هذا الشهر، وذلك حسب موقع نيلسن دوت كوم، بلغ تضخم نسبة 1382 في المئة، مقابل 240 في المئة لزمبيو، و228 في المئة لفايس بوك.