كارين عبد النورلماذا المطالبة بتجمّعات طلابية دينية خاصة في لندن؟ لماذا يصرّ بعض الأهل على إعفاء أطفالهم من المشاركة في احتفالات الديانات الأخرى؟ هل يتعرّض الطلاب غير المسيحيّين في أوروبا لانتهاك حقوقهم الدينية؟ هل يتعامل المجتمع الغربي المسيحي بإنصاف مع الديانات الأخرى؟
أسئلة كثيرة ومتنوعة طرحتها أخيراً صحيفة «إندبندنت»، متسائلة في الوقت نفسه ما إذا كان بالإمكان اعتبار التنوع الديني في المجتمعات الغربية فضيلة لا نقمة، إذا أُحسن التعامل معه.
وأوردت الصحيفة مثالَ جوليا روبرتز، مديرة مدرسة Meersbrook Bank Primary School في شيفيلد، معتبرةً سياستها «خير دليل على ضرورة إتقان كيفية التعامل مع التنوّع الديني داخل المدارس المختلطة». فقد حاولت روبرتز اتّباع نظام جديد يقوم على عرض أسبوعي لكل ما تمكّن الطلاب المسلمون من حصده من جمعياتهم الخاصة، لكنها ما لبثت أن اتُّهمت بالسعي إلى التفرقة في عملها هذا، ما دفعها إلى التصريح بأن الهدف من هذه السياسة هو توفير مساحة كافية للتجمعات الإسلامية للتعبير عن نفسها انطلاقاً من مبدأ احترام حقوقهم الدينية.
في المقابل، تسعى إدارات بعض المدارس إلى تكييف الكثير من التلامذة من ديانات مختلفة في بوتقة تجمعات مسيحية واسعة، إذ تحاول هذه الأخيرة تنظيم لقاءات شهرية ودورية لمناقشة المواضيع الدينية.
موضوع اللقاء الأول الذي نظمته مدرسةGrange Primary School، يتعلق بزمن الصوم عند المسيحيين. وقد حاول الأساتذة شرح مفهوم الصوم على أنه مفهوم عام يخصّ المسلمين والمسيحيين. فهو يمثّل صفحة جديدة من حياة كل إنسان قد تتضمّن الانتقال من أسلوب حياة إلى آخر وعلى مختلف الصعد.
الاجتماع الثاني حضره التلامذة الأكبر سناً الذين ينتمون إلى ديانات مختلفة. وقد وصف مدير المدرسة، هانس فورميلا، الصوم بأنه فترة يجب التوقف عندها للتفكير في أشياء يمكن تقديمها إلى الآخرين. كما هدف الاجتماع إلى الإضاءة على جميع الأعياد والمناسبات الدينية وتشجيع الطلاب على الانخراط في حياة منتجة ومشاركة الجميع بها.
كذلك بدا فورميلا صارماً جداً في منعه لأي جماعة دينية من تكوين مجموعة خاصة بها كما كان يفعل المسلمون في شيفيلد، إذ قال إن الهدف هو التعريف على الديانات الأخرى والسعي إلى دمج الطلاب تحت سقف واحد. وأضاف إن ذلك لا يمنع وجود بعض الأهالي المسلمين الذين يطالبون بممارسات خاصة تتعلّق بأبنائهم، فيما تتلقّى الكثير من العائلات المسلمة الأخرى الفكرة بكل رحابة صدر. فمنذ سنتين، أدّت فتاة مسلمة دور السيدة مريم العذراء من ضمن فعّاليات الاحتفالات الميلادية.


أعذار الأهل

يتذرع بعض الأهالي المسلمين
بالمعتقدات الدينية لإعفاء أبنائهم من القيام ببعض النشاطات. فمنهم من يمنع ابنه من المشاركة في أي رحلة خلال شهر رمضان، أو يمنع ابنته من الانضمام
إلى الحصص الرياضيّة


مشكلة أوروبية

النقاشات التي تعالجها مدارس
بريطانية قد تمتد إلى دول أوروبية أخرى يكثر فيها المهاجرون وأبناء الجاليات من الديانة الإسلامية، بعض المهاجرين يعلنون بأسف أن زملاءهم في المدرسة يرفضون معتقداتهم