فاطمة عبد اللهقد نعتقد أن زمن التربية المتزمتة قد ولّى، وأن الأهل في الجيل الجديد لا يلجأون إلى أساليب الضرب والعنف لمعاقبة أولادهم، لكن هذا الاعتقاد خاطئ، وما زلنا نسمع على ألسنة بعض الأهل «إذا أنا ما ربيتك القتل بيربيك»، «ما بيفهم إلا بالضرب» وغيرهما من العبارات. تلفت المعالجة النفسيّة الدكتورة عليا سركيس أبي جرجس إلى أن الكثير من الأهل، وخاصة ذوي الثقافة المحدودة، يلجأون إلى أسلوب الضرب لتعليم أولادهم «الصح من الخطأ». وتشير إلى خطورة اللجوء إلى أي وسيلة من وسائل العنف، لأن التداعيات ستكون خطيرة على نفسيّة الأولاد .
فبعض الآباء والأمهات يرون أن العنف قد يكون ضرورياً في بعض الأحيان، وخاصة عندما يكون «الخطأ الذي ارتكبه الطفل كبيراً» ويوجب في المقابل «عقاباً بحجمه».
بيد أن أبي جرجس تشدد على أن الضرب ممنوع في جميع الحالات، ومهما كبر حجم الخطأ الذي وقع فيه الطفل.
وتنصح الأهل باللجوء إلى أنواع أخرى لعقاب أولادهم، فأكثر الأساليب تأثيراً على نفسية الولد هو القصاص بالسجن في غرفة منفردة والمنع من الاندماج داخل الأسرة لمدة معينة. فيشعر الولد حينها بأنه اقترف جرماً كبيراً استدعى عزله عن أهله وأصدقائه ومحيطه، وهم الأهم بالنسبة إليه. العزل عن المحيط بالنسبة إلى الولد هو من أصعب أنواع القصاص الذي سيعلّمه أفضل من الضرب الذي ينتهي مفعوله مع انتهاء مدة الألم. وتلفت أبي جرجس إلى أن التجارب أثبتت أن اللجوء إلى العنف لن يؤدي إلى نتائج سليمة، ولن يكون الوسيلة التي تضمن تربية الطفل تربية تحافظ على توازنه النفسي والفكري معاً.