ملاك مكي«اهتمّ فرويد باللاوعي، أما أنا فالوعي هو ما يهمّني» هذه مقولة الطبيب الكولومبي ألفونسو كايسيدو الذي وضع سنة 1960 أُسس علم السوفرولوجيا «sophrologie». هذه كلمة من أصول يونانية حيث تعني SOS التوازن وphren الروح، وlogie العلم. يقوم هذا العلم أو هذه المدرسة في علم النفس على ثلاثة أسس: توطيد العلاقة بين الروح والجسد، فبالنسبة إلى كايسيدو كل فكرة هي جسديّة، والجسد هو مظهر لحالات الوعي.
المبدأ الثاني يركّز على أهمية الفعل الإيجابي، فكلّ فكرة إيجابيّة في العقل تنعكس إيجاباً على صحة المرء وجسده. يبحث علم السوفرولوجيا عن العناصر الإيجابية من صور، وذكريات، وأحاسيس، لتطوير الطاقات الإيجابية عند الإنسان.
أما المبدأ الثالث، فيشدّد على التعاطي مع واقع الإنسان ومحيطه بموضوعيّة، وذلك في محاولة لرؤية الأمور كما هي ووضع طريقة علاج حكيمة ومناسبة لأية مشكلة.
مراحل تطبيق علاجات السوفرولوجيا تبدأ باستيعاب واقع الشخص أولاً، ثمّ نبش الماضي بذكرياته الجميلة، والروائح العالقة والنجاحات الباهرة، فحين ندرك أن أول مظاهر الاكتئاب هي خسارة الطموح، نفهم أهمية استعادة القدرة على تصوّر المستقبل والتخطيط له.
يلجأ البعض إلى هذا العلاج في ظروف عديدة، في حالة الألم والقلق، والتحضير لامتحانات دراسيّة، ولرغبة في الإقلاع عن التدخين أو معالجة حالات الإدمان، والتكيّف مع الإصابة بأمراض مزمنة...
يقيم المعالج عقد ثقة مع «المريض»، يحدّدان فيها إطار العمل. تتراوح مدّة الجلسة بين ثلاثين أو ستيّن دقيقة، يفصل بينهما فارق زمني من ثمانية أيام. يولي هذا العلم أهميّة كبيرة لصوت المدرّب، فبعض الموجات الصوتيّة تنشّط مصادر الطاقة الداخلية للمرء. عادةً يحاول المدرّب تهيئة الشخص لمواجهة استحقاق ما، وتدريبه على التعاطي مع هذا الاستحقاق بهدوء وإيجابيّة.