يعدّ مرض آل زهايمر النوع الأكثر شيوعاً من الخرف. وهو عبارة عن ضمور في خلايا المخّ السليمة يؤدي إلى تراجع مستمرّ في الذاكرة وفي القدرات العقلية والذهنية.
ولا يعتبره الطب مرحلة طبيعية من مراحل الشيخوخة، لكن احتمال الإصابة به تتزايد مع تقدم العمر، إذ تشير الإحصاءات إلى أن نحو 5% من الأشخاص ما بين 65 و74 عاماً يعانون من آل زهايمر، فيما تصل النسبة إلى حدود 20% لمن تخطوا الـ85 من العمر.
تقدّر الجمعية الدولية لمرض الألزهايمر أنّ عدد المصابين بهذا المرض يبلغ نحو 47 مليوناً حول العالم، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى حدود 76 مليون بحلول عام 2030، و135 مليوناً بحدود عام 2050. أما في لبنان، فتبلغ نسبة الإصابة به ــ بحسب دراسات تقريبية ــ بحدود 35 ألف مصاب.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذا المرض لا يأتي نتيجة لعامل واحد، إذ يعتقد العلماء أنّه ناجم عن مزيج من عوامل وراثية وعوامل أخرى تتعلق بنمط الحياة والبيئة المحيطة. ومن الصعب جداً فهم مسببات الألزهايمر وعوامله، لكن تأثيره في خلايا الدماغ واضحة، إذ إنه يصيب خلايا المخ ويقضي عليها. وهناك نوعان شائعان من تضرر الخلايا العصبية:
ـ اللويحات (plaques): وهو تراكم بروتين يدعى «أميلويد ـ بيتا»، الذي يمكن أن يسبّب ضرراً في عملية الاتصال بين خلايا المخ.
ـ الحُبَيْكات (Tangles): المبنى الداخلي للخلايا الدماغية مرهون بالأداء السليم والطبيعي لبروتين يدعى تاو. عند مرضى الألزهايمر، تحصل تغيّرات في ألياف بروتين تاو تؤدي إلى التوائها والتفافها. العديد من الباحثين يعتقدون أن هذه الظاهرة قد تسبب ضرراً كبيراً وخطيراً للخلايا العصبية وتصل إلى حدّ تدميرها.
لا يأتي هذا المرض دفعة واحدة، فعوارضه تبدأ تدريجاً من فقدان طفيف للذاكرة وحالات من الارتباك والتشوّش قبل أن تصل في نهاية المطاف إلى ضرر مستديم لا يمكن إصلاحه في قدرات المريض العقلية، ويقضي أيضاً على قدرته على التذكّر، على التفكير المنطقي وعلى التعلّم والتخيّل. ومع الوقت، تظهر لدى مرضى الألزهايمر تغيرات في الشخصية، كالمزاج المتقلب وانعدام الثقة بالآخرين والعناد المتزايد والانطواء الاجتماعي والاكتئاب والخوف والعدوانية.
وفي المراحل المتقدمة من المرض، يفقد المرضى القدرة على العناية بأنفسهم. وهذه الحقيقة قد تنتج منها مشاكل طبية أخرى مثل الالتهاب الرئوي والتلوثات والإصابات الناجمة عن السقوط، ذلك أن هؤلاء أكثر عرضة للسقوط بسبب الارتباك والتشوّش.