ليس السرطان قاتلاً في كل الحالات. وليس الحظ دائماً ما يلعب دوراً في "العودة" إلى الحياة، كما يُخيّل للكثير من المصابين به. فالنجاة، في الواقع، مرتبطة بـ"رقم" المرحلة التي يمرّ بها المرض، وغالباً ما تكون فرص النجاة محسومة في المراحل الأولى. تلك التي تغور كلما تراجع المرض درجة، لتنعدم مع وصوله إلى الدرجة الرابعة. هذه الخلاصة تشمل كل أنواع السرطانات.
لا واحداً دون سواه. وفي هذا الإطار، يمكن أخذ سرطان "بطانة الرحم" كمثال على تلك الخلاصة، إذ تشير الدراسات العلمية إلى أنّ نسبة الشفاء من هذا المرض تتراوح ما بين 70 إلى 90 % عند اكتشافه في المرحلة الأولى. تلك النسبة تقلّ كلما انتقل المرض نحو مرحلة أخرى، لتصبح مع المرحلة الثانية 50%. وكذلك الحال مع الانتقال إلى المراحل اللاحقة، فإذا اكتُشف في المرحلة الثالثة، تصبح هذه النسبة 30%. أما في المرحلة الرابعة، والأخيرة، فإن نسبة الشفاء من سرطان الرحم تصبح 5%. وهي المرحلة التي يتدخّل فيها الحظّ.
بعيداً عن تلك النسب، يعدّ مرض سرطان الرحم من الأنواع التي يتأخر اكتشافها، إذ لا تظهر أعراضها إلا في المراحل المتأخرة. تلك التي تشمل الشعور بآلام شديدة في منطقة أسفل الحوض، المترافقة مع نزيف دموي غزير. هذا الأمر إن عنى شيئاً، فهو يعني ضرورة التوعية على إجراء الكشف المبكر لاكتشاف السرطان في مراحله الأولى قبل فوات الأوان.
وغالباً ما يجري اكتشاف سرطان الرحم عن طريق فحص الحوض وأخذ عينات من أنسجة بطانة الرحم لفحصها تحت المجهر. وتجلب هذه العينات إما بأسلوب الكشط أو الشفط، ويمكن عن طريق هذه الاختبارات اكتشاف نذر الإصابة بالسرطان أو اكتشاف الإصابة الفعلية به. أما، ما هو هذا النوع؟ ومن يصيب؟ وكيف؟ يطال هذا النوع من السرطان بطانة رحم المرأة، ولكنه لا يقف عند هذا الحد، إذ قد يمتد ليصيب عنق الرحم وأجزاء أخرى من الجسم في المراحل المتقدمة. وغالباً ما يكون المسبب الأساس له هو تناول المرأة لهرمونات "الإستروجين" الصناعية بجرعات كثيرة، كبديل لعلاج أعراض سنّ اليأس لديها. وهو سن "نهاية الدورة الشهرية".

الاستئصال الجزئي أو الكلي

تعتبر الجراحة الطريقة الرئيسية لعلاج سرطان الرحم. فهي الحل الذي يعود بنسب شفاء مرتفعة. وتقسم هذه الجراحة قسمين، إما عملية جراحية شاملة عبر إزالة عنق الرحم ـ وفي بعض الحالات قد تشمل إزالة أحد المبيضين أو كليهما ـ وإما عملية استئصال فرعية، حيث يُستأصل الرحم وقناتا "فالوب".

سرطان الرحم هو المسبب
السابع للوفيات من بين
انواع السرطانات

إضافة إلى الجراحة، هناك مرحلة المعالجة الإشعاعية التي تجري من خلال رمي الخلايا السرطانية بالأشعة السينية أو جسيمات من مواد مشعة مثل "الكوبالت 60" و"الراديوم". ومن المعلوم أن المرور بتلك المراحل سيفقد المرأة قدرتها على إنجاب الأطفال. فما عاد هناك رحم. وأكثر من ذلك، قد يساور المرأة شعور بالقلق بأنها فقدت جزءاً من أنوثتها. وغالباً ما يكون الشعور بمثل هذه الأحاسيس شيئاً طبيعياً.
وإذا ما شملت العملية استئصال المبيضين، فستشعر المرأة بأعراض انقطاع الطمث المبكر.
غير أن هذا الأمر، يمكن معالجته بواسطة بعض الأدوية الهرمونية التي يصفها الطبيب، فيما عدا ذلك، فإن المرأة تبقى كاملة الأنوثة وقادرة على "العطاء" مثل أي امرأة
أخرى.

الوقاية خير من ألف علاج

ثمة طريق واحدة قد تحمي الرحم من "هيداك المرض"، وهي طريق الوقاية. لطالما كانت "الوقاية خير من ألف علاج". وانطلاقاً من هذا الشعار الأبدي، تعدّ ممارسة التمارين الرياضية، المترافقة مع التقليل من نسبة الأطعمة الدسمة، أساساً للحماية من هذا المرض.

هل تعلم؟

• أن إصابة المرأة بسرطان الرحم مرتبط بشكل مباشر بزيادة مستويات هرمون الإستروجين في دمها؟
• أن تناول حبوب منع الحمل لا يزيد من احتمال حدوث سرطان بطانة الرحم، بل على العكس من ذلك تماماً، فقد وجدت الدراسات أن النساء اللواتي تناولن حبوب منع الحمل لفترات طويلة من الزمن هن أقل عرضة للإصابة بسرطان بطانة الرحم، وذلك لاحتواء هذه الحبوب على هرمون البروجيستيرون الذي يساعد على الوقاية من الإصابة بهذا المرض؟
• أن سرطان بطانة الرحم هو المسبب السابع للوفاة من بين السرطانات التي تصيب النساء؟
• أن إجراء الفحص المبكر لسرطان الرحم من أهم طرق الوقاية من الإصابة؟
• أن اعتماد المرأة في غذائها على تناول الأطعمة الدسمة والغنية بالدهون يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان بطانة الرحم؟
* رئيس تجمع الاطباء في لبنان

* للمشاركة في صفحة «صحة» التواصل عبر البريد الإلكتروني: [email protected]