■ 10% من حالات التشوه الخلقي عند الأطفال تأتي على شكل شفة مشقوقة.■ 28% من الحالات تنتج من عدم تناول الحامل لحمض الفوليك خلال أشهر الحمل.
■ 37% من الحالات تنتج من زواج القربى.
■ 1 إلى 2 بالألف هي نسبة المولودين بتشوه خلقي في منطقتنا.

في كل عام، تعود هذه الأرقام لتذكرنا بالمولودين بتشوهات خلقية. أرقام تبرز إلى الواجهة مع تكرار المناسبة في هذا الشهر من كل عام. مع ذلك ثمة جانب لم يُذكر هنا، ويتعلّق بأحد الأسباب الرئيسية في حدوث التشوهات الخلقية لدى الأجنة: التدخين.

هذا السبب لا يجلب السرطان ولا يقتل القلب فقط، وإنما يسهم في «زيادة فرص وضع مواليد بأطراف قصيرة أو غير موجودة وبشفة أرنبية أو بهيئة غير طبيعية للرأس أو الوجه بنسبة تتراوح ما بين 20 إلى 30 % عما هي الحال لدى مواليد الأمهات غير المدخنات». وهذه ليست تحذيرات يمكن العثور عليها على «علبة السجائر»، وإنما هي خلاصة دراسةٍ جرت مؤخراً على شكل مراجعة لـ 50 عاماً من الأبحاث، وبيّنت أن الأطفال المولودين لأمهات كن من المدخنات أثناء الحمل يكونون أكثر عرضة من أقرانهم ليكونوا مصابين بتشوهات خلقية معينة وغير وراثية.
وفي هذا الإطار، ذكّر الطبيب مايكل كاتز، وهو نائب رئيس الأبحاث والبرامج العالمية في مارتش أوف دايمز، بأنواع التشوهات التي يمكن أن يتسبب بها التدخين والتي تتضمن «التشوهات القلبية واضطرابات المعدة والأمعاء والتشوه في الوجه، كالإصابة بالشفة الأرنبية، فضلاً عن التشوه في الأطراف أو عدم وجود واحد أو أكثر منها». وأكثر من ذلك، ارتبط تدخين الأم بزيادة «وصلت إلى 27 % باحتمالية وضع مواليد مصابين بمشاكل بالجهاز الهضمي، والذي يتضمن الحلق والمريء والقولون والمرارة، مقارنة بمواليد الأمهات غير المدخنات». كما وصلت زيادة «احتمالية وضع الأم المدخنة لمولود بأمعاء خارجة عن جسده إلى 50 % مقارنة بمواليد الأمهات غير المدخنات».
ولا تتوقف مخاطر التدخين أثناء الحمل عند هذه الحدود، فقد لفت كاتز إلى أن هذا الفعل «هو أيضاً عامل يزيد من احتمالية‎‏ الوضع المبكر»، مضيفاً أن «الذين يعيشون رغم ولادتهم مبكرا وبوزن قليل يكونون عرضة للإصابة بإعاقات قد تعيش معهم طوال حياتهم، من ضمنها الشلل الدماغي وصعوبات التعلم».
أما ما الذي يفعله التدخين بالأجنة؟ يجيب كاتز «عندما تدخّن المرأة أثناء الحمل، فإن الجنين يتعرض لمواد كيمياوية خطرة، من ضمنها النيكوتين وأول أوكسيد الكربون والقطران، وتعمل هذه الكيماويات على حرمان الجنين مما يحتاجه من أوكسجين للنمو والتطور الصحيين». إضافة إلى ذلك، فإن التدخين أثناء الحمل «يؤثر سلباً على صحة المرأة الحامل، ذلك بأنه قد يسبب لها‎‏ مشاكل عديدة، من ضمنها الحمل خارج الرحم والنزيف المهبلي‎ ‎والانفكاك الجزئي أو شبه الكلي للمشيمة عن جدار الرحم قبل الوضع». وأكثر من ذلك، يؤثر «التدخين سلباً على إمكانية الحمل ويزيد من احتمالية وضع أجنة ميتة».
ويذكر أن هذه الدراسة هي المراجعة العلمية الأولى التي تبحث في وجود ترابط بين التدخين والتشوهات الخلقية، وقد تضمنت معلومات متعلقة بنحو 12 مليون وليد، منهم 173 ألف ولدوا بتشوهات جسدية.
وليس بعيداً عن الدراسة، لفت الدكتور غسان أبو ستا، رئيس قسم الجراحة الترميمية في الجامعة الأميركية في بيروت، إلى أن «التشوه الخلقي في الوجه والفم يعتبر من أكثر التشوهات الخلقية شيوعاً، وهو يحدث للجنين قبل الولادة بين الأسبوعين الخامس والتاسع من الحمل عندما يبدأ الوجه والشفة العلوية بالنمو». تعليق أبو ستا جاء خلال إطلاق وزارة الصحة العامة الحملة الوطنية للتوعية حول التشوهات الخلقية الفموية التي تعرف بالشفّة الأرنبية. وتابع أبو ستا حديثه عن التشوهات، مشيراً إلى أنه «يتم تشخيص الحالة بالموجات الصوتية خلال الحمل، وبالفحوص بعد الولادة»، ومؤكداً أن «طفلاً من 600 أو 700 يولد بهذه الحالة يومياً».
أما عن طريقة العلاج في هذه الحالة، فيشير أبو ستا الى أنه «يجرى بالعمل الجراحي الذي يضم مراحل عدة بحسب درجة التشوه الخلقي. فتجرى الجراحة الأولى للشفة المشقوقة في سن 3 أشهر، عندما يصبح وزن الطفل 5 كيلوغرامات. أما العملية الأولى لسقف الحلق المشقوق والتي يواجه الطفل فيها مشكلة ارتداد الطعام والسوائل من أنفه، فتجرى في سن 9 أشهر. ويحتاج الطفل في هذه الحالة إلى متابعة مع اختصاصي في النطق عندما يبدأ باللفظ. في المقابل يحتاج الطفل الذي لديه شق في اللثة إلى متابعة مع اختصاصي في تقويم الأسنان».