«بيّنوا عروقه من اللؤم». كثيراً ما نسمع هذا التعبير عندما تبرز عروق أحدهم. هذا التعبير ساذج. ببساطة لا علاقة له ببروز العروق التي هي في الأصل تؤشر إلى شيء ما في الجسم. هو في الغالب أمر إيجابي. فهل سألتم يوماً عمّا يعنيه بروز العروق في الجسم؟
التفسير الأول الذي يورده الطب هو أن هذا البروز، الذي يصيب في الغالب الوجه والرقبة واليدين، يؤشّر لسلامة الدورة الدموية في الجسم. لكن، بعيداً عن هذه الإيجابية، ثمة جانب يعدّ معها هذا الأمر مشكلة، وإن كانت لا تحمل مخاطر على الصحة. وهذه المشكلة لها أسبابها، والتي تأتي في مقدمتها قلّة الدهون أسفل الجلد، بحيث تصبح سماكة الجلد أقل ويزداد شفافية، وبالتالي تبرز العروق بصورة كبيرة وواضحة. وهنا، قد تكون فرص بروز العروق عند الرجال أكثر من النساء، لأن كمية الدهون أسفل الجلد عند النساء أكبر من الرجال، حيث تزيد الكتلة العضلية مما يمنحهم صلابة أكثر من اللين الذي تتمتع به المرأة في الجلد. ولهذا فإن انفعال الرجل وغضبه يجعل عروقه تبرز في الوجه بصورة ملحوظة.
وللوراثة أيضاً دور في هذه المشكلة، حيث أن طبيعة جلد الإنسان تختلف وفقاً لطبيعة جلد آبائه وأجداده، سواء حجم العروق الكبير أو الجلد الرقيق. ولا تتوقف الأسباب هنا، فثمة أسباب تتعلق بممارسة الرياضة، فعندما نقوم بهذا النشاط تزداد فرص بروز العروق، وخاصةً لمن يتمتعون بوزن طبيعي وليس زائداً عن الحد، والسبب هو بذل المجهود، ما يجعل أعضاءه المختلفة بحاجة إلى الدم، فتتسع الأوعية الدموية لتنقل كميات أكبر من الدم للأعضاء. وهناك السبب الذي يتعلق بالتقدم بالعمر، عندما تفقد البشرة مرونتها، لتبرز العروق بشكل أوضح.
كل الأسباب السابقة لا تعتبر حالات مرضية، ولكن في حالة ظهور العروق بصورة مفاجئة أو زاد حجمها بشكل غير طبيعي ومعتاد، هنا لا بدّ من اللجوء إلى طبيب الأوعية الدموية، فقد يكون لهذا الأمر علاقة بإصابة تلك الأوعية بخطبٍ ما، ولكنه ليس خطيراً.
أما بالنسبة للعلاجات التي يمكن أن يصفها الطبيب، فهي لا تعدو عن كونها «وصفات» لتقليل البروز، وهي في الغالب تتمحور حول الحقن:
ـ حقن مادة الكالسيوم، والتي تخفّف من بروز العروق وظهور الأوردة الدموية على سطح الجلد.
ـ حقن الفيلر والتي تساهم في ملء اليدين أو المنطقة التي تبرز فيها العروق، وبالتالي سوف تختفي العروق البارزة.
ـ الحقن باستخدام المحلول الملحي، فهذه الطريقة تؤدي إلى حدوث بعض الانتفاخات لوقت قصير، ولكن بمرور الوقت سوف تصبح الأوردة أكثر ضيقاً ولا تظهر العروق بشكل واضح.