البقاع ــ رامي بليبل مرت ثلاثة أيام على جريمة قتل الراعي سعد الله جرجس ضاهر ليل الجمعة ـــــ السبت الفائت، وقد وقعت الجريمة خلف كنيسة السيدة في بلدة القاع البقاعية. أول من أمس أقيم جناز للراحل، وتردّد كلام عن ضرورة إلقاء القبض على المشبته بهما سهيل ح. وهيثم ح. ـــــ وهما من بلدة عرسال، ومتواريان عن الأنظار. يكثر الكلام في القاع عن خلافات بين الراعي السبعيني والمشتبه بهما على أراضي المراعي. التأخّر في القبض على الرجلين زاد من القلق والتوتر في بلدة القاع، وثمة مخاوف من تزايد الكلام أو محاولات البعض إثارة النعرات الطائفية واستحضار خلافات وقعت بين أبناء بلدات في البقاع الشمالي قبل سنوات طويلة، وخاصة أن ثمة كلمات ألقيت بعد الحادث وجاء فيها: لماذا يُسمح ببناء مسجد في القاع؟ كما طالب البعض برفع «الاحتلال» عن البلدة (!). بل إن المتابع للشائعات التي تُبثّ سيتساءل بالضرورة: ما العلاقة بين مقتل الراعي وقضية مياه القاع؟ لماذا جرى قطع الأشجار وإتلاف مزروعات في أحد مشاريع الضيعة التي لا يملكها من لهم صلة بالجريمة؟
بعد مضيّ ثلاثة أيام على الجريمة، ورغم الاتصالات المكثفة التي أجراها رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الداخلية زياد بارود وقائد الجيش جان قهوجي وقادة القطع الأمنية ورؤساء الأحزاب الموجودة في المنطقة بفعّاليات القاع وأهالي الراعي ضاهر، وتعهدهم تسليم الجناة، فإنّ النفوس لا تزال متوترة، وحركة السير على الحدود بين لبنان وسوريا خجولة جداً، خوفاً من أي تصعيد قد يقوم به القاعيّون جراء حادث معيّن قد يدفعهم إلى إغلاق الطريق الدولية مجدداً، بعدما فُتحت تحت ضغط الوعود والتعهدات. من جهة أخرى، عقد مخاتير بلدة عرسال والفعّاليات والوجهاء فيها لقاءات مكثفة، وأصدروا بيانات شجبوا فيها الجريمة، وطالبوا أهالي القاع «بوضع الحادثة في إطارها الفردي البحت، فلا طائفة المشتبه بهما ولا أهل السياسة لهم علاقة بالأمر»، وأكد أهالي عرسال أنهم «متعاونون إلى أقصى الحدود مع المسؤولين»، حتى يُقبَض على المجرمين ويقدّموا إلى العدالة.