برج البراجنة ــ توفيق حيدركان إبراهيم (22 عاماً) واقفاً على ناصية الطريق، في منطقة عين السكة، أمس، إلى جانب دراجته الكبيرة من نوع Cross. فجأةً، ومن دون سابق إنذار، حصل تلاسن بين إبراهيم وشاب آخر (تبيّن أن اسمه مهدي). اصطدمت دراجة مهدي بإبراهيم، وهو الأمر الذي أزعج إبراهيم فبادر إلى مخاطبته بالقول: “انتبه يا حمار”، وفقاً لشاهد عيان. تطور التلاسن إلى تضارب بين الطرفين، فيما تجمهر عدد كبير من المواطنين. هدأت الأمور قليلاً، لكن وفقاً لمواطنين كانوا موجودين في المنطقة، فإن مغادرة مهدي لم تكن لإنهاء الخلاف، ولم يكن راضياً عن الحادثة. عاد إلى المكان ذاته، ومعه مجموعة من “الفيزيكجية”، وهو التعريف الذي يطلقه سكان الضواحي على الشبّان الذين يمارسون رياضة كمال الأجسام، والذين يمكن تمييزهم عن الآخرين بقاماتهم الممتلئة بالعضلات. تجدّد العراك من جديد، وحاز إبراهيم دعماً من شبان المنطقة هو الآخر. تعرّض إبراهيم لضربة قوية على رأسه، وكسور في أنفه، وتأجّج العراك نتيجة استياء عدد كبير من سكّان الحي “لإحضار المدعو مهدي أناساً من خارج المنطقة لضرب أحد الشبّان”، وخصوصاً أن أحد الشهود العيان أكد أن غضب المواطنين تزايد تدريجياً، بعدما أعلن أحد الشبان الذين أحضرهم مهدي أنه “من استخبارات الجيش”، فيما قال آخر “إنه من شرطة مجلس النواب”.
لم تتوقف الأمور عند هذا الحد، ففيما نُقل إبراهيم إلى المستشفى، اتهم أحد أقرباء إبراهيم من المتجمهرين الشبان الذين تعرّضوا لإبراهيم بالضرب “بأنهم يريدون الاستيلاء على دراجته”، فيما هدّد بتكسيرهم وبإحضار “الكلاشنيكوف وتفريغ جعبته في رؤوسهم”. وفي المقلب الآخر، قال مقرّبون من الطرف الآخر مهدي ح. إن “إبراهيم وأصحابه منعوا مهدي من أخذ دراجته النارية، واحتجزوها في المكان، قبل أن يتدخل المواطنون، الذين شعروا باستفزاز كبير نتيجة تهديدهم من رفاق إبراهيم بأن بينهم رجالاً في الاستخبارات وفي الشرطة”، علماً بأن أحدهم عرّف عن نفسه كمصلح بين الطرفين في بداية الأمر.
ساد جوّ من التوتر في المنطقة، وسط شيوع أحاديث بين السكان عن احتمال تفاقم الحادثة، وخصوصاً بعد ظهور بعض الآلات الحادة في صفوف الشبّان المشاركين في العراك. انتهى الأمر بجريحين في المستشفى، فيما ظلّت دراجة مهدي محتجزة، حتى ساعة متأخرة من ليل أمس. أحد المواطنين علّق على الخلاف بسؤال واحد: “أين القوى الأمنية؟”.