توفيق حيدرعاد فصل الصيف وعادت معه أزمة انقطاع الكهرباء في المناطق. اعتاد المواطنون النزول إلى الشارع، بالتزامن مع هذه الأزمة، تعبيراً عن سخطهم. عاود أهالي الأوزاعي الكرّة أمس. أحرقوا الإطارات المشتعلة، وحاولوا قطع الطريق البحرية هناك. يوسف، أحد المشاركين في الاعتصام، ردد شعارات روتينية. آلمه «التهميش اللاحق بالمواطن الذي يدفع الضرائب لمصلحة السيّاح الأجانب». لم يكن احتجاج أمس هو الأول، إذ عمد عدد من شبان المنطقة المذكورة، يوم السبت الفائت، إلى قطع الطريق ذاتها بالإطارات والحجارة ومستوعبات النفايات، وكل ما طالته أيديهم الغاضبة. لم يتجاوب معهم أحد حينها، «رغم سبعة أيام من التقنين القاسي»، فاضطروا للعودة إلى الشارع مجدداً. بدوره، يتحدث محسن (صاحب محل تجاري في المنطقة) بانفعال: «خسرت 3 ملايين ليرة لبنانية نتيجة غياب التيار الكهربائئي عن برادات البوظة، تَلَفَت ورُميت في الزبالة». وعما إذا كان المحتجون قد عمدوا إلى استخدام الأساليب السلمية، قبل لجوئهم إلى الشارع، يقول الرجل المعروف في المنطقة: «حاولنا الاتصال بشركة الكهرباء لمعرفة أسباب الانقطاع، فكان الجواب أن العطل مركزي، ومصدره محطة التحويل، ولذلك المسألة تحتاج إلى مزيد من الوقت». ويتابع بنبرة تزداد غضباً: «نرى الأضواء في بعض الشوارع القريبة من هنا». يسأل لماذا، ويردف قائلاً: «ألأنها مصنّفة ضمن مناطق بيروت الإدارية، بينما نحن محكومون بالعتمة؟». تجدر الإشارة إلى أن القوى الأمنية غابت عن احتجاج أمس، وكذلك عما حصل يوم السبت الفائت، إذ لم يشاهد إلا بعض أفراد مفارز السير، حيث كانوا يعملون على تسهيل حركة المرور.
من جهته، بدا رئيس بلدية برج البراجنة، محمد الحركة، غائباً عن سمع مطالب المحتجين. «مش فاضي»، بادر إلى القول، في إجابة له عن سؤال عن وضع الكهرباء في المنطقة عموماً. قال إن «الموضوع انتهى»، رغم أن المحتجين كانوا قد أنهوا اعتصامهم للتوّ، على الطريق العام في الأوزاعي. ولا يلبث رئيس البلدية أن يوضح قائلاً: «نحن في البلدية ليس لنا أي علاقة بهذه الأمور، فالمسألة برمتها لدى شركة الكهرباء»، مشيراً إلى تواصلٍ دائم مع الشركة، ومعلناً تنظيم حملةٍ واسعة «ستنفذ قريباً لإزالة المخالفات، علماً بأن عدد السكّان في المنطقة يزداد تدريجاً، ما يولّد ضغطاً كبيراً على الشبكة».
المواطن موسى قاسم، الذي شارك في الاعتصام، كان أشد قساوةً. راح يطلق الشتائم بحق مسؤولي الدولة: «نتصبّب عرقاً ولا ينام أطفالنا، بينما ينام المسؤولون تحت المكيفات».