strong>كمال شعيتو
إثر اشتداد الحملة على عناصر تنظيم فتح الإسلام والمتورطين معه وملاحقتهم، ألقى عناصر فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي القبض على أحمد مرعي، بتاريخ 29 أيار من عام 2007، بعد توافر معلومات عن انتمائه لتنظيم «فتح الإسلام» وأنه ضابط الاتصال بين «فتح الإسلام» وتنظيم القاعدة. وأثناء توقيفه، ضُبطت معه مستندات مزوّرة عليها رسمه الشخصي، وهي كالتالي: هوية لبنانية من النموذج الجديد ورخصة سوق وبطاقة إعفاء من الخدمة العسكرية الإلزامية، كلها باسم عباس حسن خليل (مواليد 1980)، فضلاً عن 3 مستندات مماثلة تحمل اسم علي سالم دبوب (مواليد 1979 وادي خالد). يضاف إلى ما سبق مستندان آخران عبارة عن بطاقة هوية من النموذج الجديد وبطاقة إعفاء من الخدمة الإلزامية، وكلتاهما صادرة باسم رامي حبيب حسن (مواليد 1980/ الزاهرية ـــ طرابلس). ولذلك، جرى الادّعاء على مرعي بجرائم تزوير مستندات رسمية (عدا انتمائه لفتح الإسلام).
خلال التحقيقات، قال مرعي إن «أمير التزوير» في مخيم نهر البارد، أبو خالد الفلسطيني الذي كان دائماً موجوداً في المكتب الإعلامي التابع لـ«فتح الإسلام» في نهر البارد، قد تكفّل تزويده بها بعد أن سلّمه صوره الشمسية، مشيراً إلى أن أبو خالد لم يتقاض أجراً لقاء التزوير، لكون الإجراء فقط لمصلحة عناصر «فتح الإسلام» وغيرها من عناصر «القاعدة». كما قال إن ماكينة التزوير الموجودة داخل المخيم قد اشتراها شخص يدعى طلحة وتعود ملكيتها لـ«فتح الإسلام».
وفي حين نفى مرعي خلال التحقيق الابتدائي استعماله لأي من البطاقات والمستندات المضبوطة في أي مكان، عاد عن كلامه لاحقاً وقال إنه استعمل المزورات في حجوزات الفنادق التي نزل فيها، إضافة إلى استخدامها على الحواجز الأمنية، ولدى شرائه البطاقات الهاتفية في سوريا. كما لفت إلى أنه استعمل بطاقة الهوية الصادرة باسم عباس حسن خليل مرة واحدة على مدخل مخيم عين الحلوة، حيث كان بصحبته شخص يدعى رجا. وكشف مرعي أيضاً أنه كان قد أودع حقيبة تحوي المستندات المزوّرة لدى قريبه طعان ع. في طرابلس من دون أن يعلم الأخير بمحتواها.
من هو «أمير التزوير»؟
أفاد مرعي خلال التحقيق بمعلومات وصفية عن المدعو أبو خالد قائلاً إنه شخص من التابعية الفلسطينية، ويبلغ من العمر حوالى 27 سنة، فيما يبلغ طوله حوالى 160 سنتم. شعره أسود بشرته حنطية، حليق الذقن والشارب، ويضع نظارات على عينيه. وختم مرعي وصفه لأبو خالد بأنه أقصر شخص في فتح الإسلام.
بناءً على ما ورد، رأى قاضي التحقيق الأول في بيروت عبد الرحيم حمود، بقرار ظني أصدره بحق أحمد سليمان مرعي، إيجاب محاكمة الأخير أمام محكمة الجنايات في بيروت. وسطّر مذكرة تحرٍ دائم بحق كل من المدعوَّين أبو خالد وطلحة.