البرغلية ــ عـلي عطويلم يسلم البعض من سكّان منطقة البرغلية ـــ شمال صور من الموت بسبب قطع الطريق الرئيسيّة التي تربط بين مدينتي صيدا وصور، وبات أبناء هذه المنطقة على موعد شبه دائم مع أخبار القتلى وحوادث السير. فبين الفترة والأخرى، يفاجأ سكّان البلدة بإعلانات وفيات لشباب قضوا على تلك الطريق، فأضحوا صوراً تسكن الأحياء والأزقّة.
وفي آخر تعداد الضحايا الذين سقطوا بسبب قطع الطريق، يأتي الشاب علي محي الدين حسين (25 عاماً) العشرين في لائحة الموت المتكرّر خلال سبع سنوات، فهو كما الضحايا السابقون، وقع فريسة إهمال الطريق الذي يقسم البلدة إلى شطرين، الأمر الذي يجعل التنقّل بينهما مغامرة غير محسوبة النتائج. وبسبب هذا الواقع، تتركّز الكثافة السكّانيّة في القسم الشمالي من البلدة، حيثُ البرغليّة الأمّ، وفي القسم المقابل لها تتركّز أحياء سكنيّة على مقربة من الشاطئ البحري في منطقة تُسمّى «ميناء شوران»، وبين هذين الشطرين تتوزّع الأبنية السكنيّة والمؤسسات الصناعيّة والتجاريّة بمحاذاة الطريق الرئيسيّة، مما يسبّب ازدياداً في حوادث السير.
وإذ يلفت رئيس البلديّة مصطفى الداوود إلى «أنّ السرعة هي سبب أساسي من أسباب ازدياد أعداد الحوادث والضحايا»، ولكنّه يشير إلى أنّها «ليست كلّ شيء، فالطريق لا تتمتّع بأدنى المواصفات الفنيّة، حيثُ لا وجود لفواصل حديديّة أو إسمنتيّة، تخفف الأضرار البشريّة وتمنح الأمان لمن يتنقّل بين الجهتين». ويشدّد على أنّ البلدية طالبت مراراً الجهات المعنيّة بإنشاء جسر للمشاة، «لكننا لم نسمع أجوبة واضحة من وزارة الأشغال»، موضحاً أنّ «من شأن هذا الجسر أن يُخفّف نسبة كبيرة من أعداد الضحايا المحتمل وقوعهم في أيّ لحظة، إضافةً إلى أنّه يُعيد التواصل بين أبناء البلدة، الذين تكبّلت حركتهم من خلال الحاجز النفسي الذي خلقه سقوط الضحايا بشكل مستمرّ».
وفي هذا الإطار، يقول قريب أحد الضحايا موسى أبو دلّة «إنّنا أطلقنا على هذه الطريق تسمية خطّ الموت، لما تشهده من حوادث متكرّرة»، موضحاً أن «أكثر ما يزعجني عندما توصف هذه الحوادث بأنّها قضاء الضحيّة وقدرها، بينما هي نتيجة تقصير الجهات المسؤولة في الدولة وإهمالها».