strong>وفاء عواد
على مسافة أيام من الموعد غير المحدّد لعودة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى بيروت، لا تخفي مصادر الموالاة قلقها من احتمال غرق المبادرة العربية في رمال الفراغ التي ابتلعت المبادرات السابقة، ولكن «الغرق ليس حتمياً»، حتى لو كان الرهان على المستحيل، أي تخلّي المعارضة عن مطلبها بالثلث الضامن.
وفي انتظار عودة الغائب للقيام بجولته الثالثة، باتت الآمال التي يعلّقها الموالون على المبادرة العربية ضعيفة، وفق رأي النائب مصطفى علّوش، وخاصة في ظلّ «وجود قرار موحّد لدى زعماء المعارضة بإلغاء البند الأول المتعلّق بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً»، فيما التزام المعارضة المبادرة العربية «لا يتخطّى حدود الإعلان».
ومن وحي هذا الانطباع، ينفي علّوش إمكان أن يكون البند الثاني من المبادرة هو محور المشكلة لدى المعارضة، ليقدّم اقتراحاً يقضي بـ«إما وضع قوى 8 آذار أمام مسؤولياتها في حال إصرارها على التعطيل، بأن تعلن صراحة وقف المبادرة، وإما تطوير المبادرة الحالية للتفاوض عليها»، وإلا فـ«ما بين تسليم البلد إلى المشروع السوري ــــ الإيراني أو الصمود، فإننا نصرّ على الخيار الثاني، مهما كلّفنا الأمر».
ومن واقع المبادرة، يستخلص النائب هنري حلو قراءته للآتي، مشيراً إلى أهمية الرهان على «تكرار المحاولات والتجارب»، فـ«أصدقاء لبنان كثر، ولا بدّ من أن يضعوا حدّاً للنظام السوري المعطّل، رغم التعقيدات».
من «أعمال الشغب» يبدأ حلو حديثه عن الواقع الحالي، والذي لا ينتهي بـ«المواقف التصعيدية التي تتضمّنها تصريحات قادة المعارضة»، ليلخّص موقف الموالين بعبارتين: «نحن متشائمون، لا حلّ في الأفق»، ولكن «لن نقبل بالثلث المعطّل، وسيبقى سليمان مرشحنا».
ورغبة في إشاعة أجواء تفاؤلية، ينفي النائب جواد بولس تعليق آمال على عودة موسى، بقدر ما أن الأمر هو «محاولة الرهان على عودة المعارضين إلى إدراك ماهية مصلحة لبنان، لانتخاب الرئيس بالسرعة الممكنة»، فـ«موسى وسيط ليس إلا، وما علينا كلبنانيين سوى التركيز على ضرورة ملء الفراغ بإيصال سليمان إلى سدّة الرئاسة، وهو الذي يمثّل ضماناً للجميع».
وإذ يشدّد بولس على أن «المبادرة العربية ستبقى قائمة ما دام هناك فراغ»، لا يتردّد مصدر نيابي موالٍ، فضّل عدم ذكر اسمه، في إعلان رفضه «إضاعة الوقت بالحديث عما ستخلص إليه ورشة موسى الجديدة، فيما الأزمة تعيش الآن في سباق الجولات لتجميع الأوراق»، فـ«المبادرة العربية فشلت وانتهت لأنها لم تقدّم أي جديد، سوى الضبابية التي اتسم بها بندها الثاني. ولذلك، لا بدّ من مبادرة أكثر وضوحاً وتحديداً، لا تحمل الالتباسات ولا تحتاج إلى اجتهادات في تفسيرها».
وبانتظار الآتي، وفيما تخلو جعبة الموالاة من معطيات تشير إلى قرب الانفراج، يبقى السؤال معلّقاً: هل تكون جولة موسى الجديدة «ثالثة ثابتة»، سلباً أو إيجاباً، أم ستراكم مجدداً الوقت المهدور كبديل من الجدل الساخن في الشارع؟.