نعمت بدر الدين
فشل المبادرة العربية أو نجاحها يحكم استعدادات وجهود الخائفين على مستقبل الديموقراطية في المنطقة. ولكن هل يعني ذلك أن العد التنازلي لتدويل الأزمة اللبنانية قد بدأ؟
دبلوماسي عربي في نيويورك أكد أن المبادرة العربية لم تفشل حتى الساعة، وجوهر ما قاله الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إنها تحتاج إلى مزيد من الوقت والحوارات. وأشارت المصادر إلى أن نجاح هذه المبادرة يتطلب مجهوداً عربياً حقيقياً يعيد اللحمة بين اللبنانيين، كما يحتاج إلى فصل الأزمة اللبنانية عن المشكلات العربية العربية.
وأكدت أن لا توجّه نحو التدويل، بانتظار نتائج المبادرة العربية، المرتبطة بنتائج القمة العربية، مؤكدة أن المجتمع الدولي لا يزال حتى اليوم يعطي فرصة للمبادرة ويفسح لها في المجال لترتيب الصف العربي للوصول إلى نتيجة. فـ«إدارة النزاع في لبنان» متروكة للعرب.
وتحدثت المصادر عن جهود أوروبية وعربية صديقة أسهمت في تأجيل التدويل، وهي تحاول الآن مع سوريا للتسهيل في لبنان، وأن هذه الدول تختلف مع المواقف السعودية والمصرية بشأن المسألة اللبنانية والمنطقة.
ورأت المصادر أن الرهان على سوريا لتسهيل نجاح المبادرة العربية هو مدخل جزئي للحل قبل التوجه إلى أبغض الحلال «التدويل».
ومضمون الورقة المراهن عليها يقضي أن تقوم سوريا بتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان قبل انعقاد القمة العربية في أواخر آذار المقبل، وهو ما يُعَدُّ نجاحاً جزئياً للمبادرة العربية، على أن تتعهد بتسهيل تأليف حكومة وطنية بعد انتهاء القمة. وسبب قبول سوريا بالتسهيل يعود وفقاً للمصادر «إلى تخفيف الضغط المتزايد عليها، إضافة إلى رغبة الرئيس السوري بشار الأسد بإنجاح القمة العربية، وما لتداعيات هذا النجاح من انعكاسات على سوريا كدولة ممانعة، وخاصة أن سوريا تدرك أن نجاح القمة لن يتحقق إلا بمشاركة عربية فاعلة، وعلى مستوى رئاسي.
من جهتها، قالت مصادر دبلوماسية مقرّبة من الفرنسيين إنهم لا يزالون على موقفهم الأوّل الداعم للمبادرة العربية، وإن فرنسا لا تزال تدعم انتخاب رئيس لبناني توافقي، وإنه لا مبادرات فرنسية جديدة. ونفت المصادر «الشائعات التي اتهمت فرنسا بالعمل على تدويل الأزمة اللبنانية، وأنها تقوم بتحركات ومساع لإخراج مشروع قرار يدوّل الأزمة اللبنانية»، مضيفة أن «فرنسا لا تزال مؤمنة بالمبادرة العربية، وليست هي التي تقرر تاريخ انتهاء صلاحيتها، أو تحكم عليها بالنجاح أو الفشل، وخصوصاً أن لا موسى ولا الدول العربية المتابعة قد أعلنوا فشلها حتى الآن، وأن الفرنسيين يراقبون سير المبادرة باعتبار أنها قائمة.
وقالت المصادر نفسها إن التفكير في التدويل بعيد حالياً، وهو مرتبط بالقمة العربية في دمشق. وربطت نجاح المبادرة العربية بنجاح القمة العربية وحلّ خلافات الأمة العربية. وقالت إنه من المبكر الحكم على القمة قبيل شهر من انعقادها، فلا تزال هناك فرص لنجاحها، وهو ما نتمناه. فنجاحها نجاح للمبادرة العربية، وهو نجاح للأفكار الفرنسية، لكونها انطلقت من الأسس والأفكار نفسها.