بعلول ـ سيرين قوبا
لطالما تمنى اللبناني خالد بركات (37 عاماً) من بلدة بعلول في البقاع الغربي أن يعود الهدوء إلى لبنان ليكلل نجاحاته في الهندسة المعمارية في بيروت وجميع المناطق اللبنانية.
توّج بركات نجاحاته الهندسية في البرازيل أخيراً بفوزه في تصميم اعلى برج في اميركا اللاتينية. وفي حديث مع «الأخبار» خلال زيارته للأهل والأقارب أهدى بركات «فوزه إلى لبنان وإلى وطني الثاني البرازيل».
وبرج «خالد» الذي نال إعجاب لجنة خبراء من كبار المهندسين في البرازيل وأميركا اللاتينية، جاء بعد أن تقدم بتصميمه إثر إطلاق رئيس بلدية «فوس دو غاسو» في ولاية بارانا البرازيلية مسابقة لتقديم أفضل تصميم هندسي لبرج سيشيّد عند مثلث حدود البرازيل والبراغواي والأرجنتين ليعطي المنطقة بكاملها متعة للنظر تخطف الأنفاس في مغامرة وتشويق للصعود إليه واكتشاف روعة جمال تلك الطبيعة التي تندمج مع حدود الدول الثلاث.
يبلغ ارتفاع برج «الحدود الثلاثة» الذي فاز بركات بتصميمه ونافس 11 مهندساً برازيلياً، 162 متراً ويتألف من 4 طوابق ضمن هندسة دائرية تجعل كل المناطق المحيطة به قبلة للعين والنظر ومرتعاً هادئاً وخلّاباً لكل سائح.
ويقول بركات عن «برجه» إن الطابق الأول مؤلف من المدخل الرئيسي وغرفة لبيع «التيكيت» التي تخوّلك الدخول والصعود إلى البرج، ومحال تجارية لبيع التذكارات، ومطاعم وحمامات، كما يتضمن منبراً للرؤساء والحكام يلقون من عليه كلماتهم. وبعده محال لبيع التذكارات وكلها زجاجية تمكّن الزائر من مشاهدة الفضاء والطبيعة اينما وجد. وعلى ارتفاع 132 متراً اي في الطابق الثالث، شرفة مطلّة على أرجاء المنطقة مزوّدة بمنظار و«ميكروسكوب» تخوّل الزائرين التمتع عن قرب بالمناظر المحيطة بالبرج. أما الطابق الرابع فقد خصص للصالات لإقامة الحفلات والسهرات.
وللصعود إلى الطوابق يوجد مصعدان مجهزان بكل الصيانة وحالات الطوارئ وتبلغ سرعة احدهما 120 متراً في الدقيقة الواحدة لتستقبلك عند الوصول للطابق العلوي لوحات متحركة ومطعم دوّار يتسع لـ140 شخصاً ينجز دورته الكاملة في حدود ساعة.
بدأ العمل بـ«برج الحدود الثلاثة» منذ فترة وجيزة، ويقول بركات: «كان علينا تقديم المشروع بمدة أقصاها شهر، الاّ أنني قدمت التصميم خلال عشرين يوماً، ولعدم ثقتي بإمكان النجاح كان ابي هو من يواكب النتائج إلى أن برز اسمي الاول بين المهندسين في تصميم اعلى برج في اميركا اللاتينية». موضحاً أنه استوحى تصميم البرج من طبيعة «البرازيل والارجنتين والبراغواي» مرتكزاً على اخضرار طبيعة هذه المناطق المتجانسة مع زرقة مياه النهر الفاصل فيما بينها مؤلفة لوحة طبيعية يفوق جمالها أي وصف، فاستعان بألوان ولوحات ومواد نحاسية نسجها مع جدران البرج لتتخاوى الطبيعة مع برجها شكلًا ومضموناً. مشيراً إلى أنه أحب أن يكون البرج جزءاً من هذه الطبيعة ونهرها، فعمد إلى مزج مادة نحاسية مع المواد التي بني منها عمود البرج لأن هذه المادة يتغير لونها مع مرور الزمن ليصبح في النهاية لونه اخضر كلون الطبيعة التي تحضنه، وبذلك يكون قد أنجز في تصميم البرج حكاية مصغرة عن طبيعة البلدان الثلاثة.