البقاع ـ سيرين قوبا
في أعالي بلدة جديتا البقاعية، يقع مشغل ميشال سعادة الحرفي لصناعة وتركيب و«رشّ» الصور بمختلف أنواعها وأحجامها، الذي بات منذ عام 1994 المشغل الأول من نوعه في البقاع.
بدأ ميشال مساعدة أخيه جريس بمزاولة هذه المهنة على صعيد ضيق ضمن معرض أقاماه في البلدة، جمعا فيه صور لقديسين فقط، فنال هذا المعرض رواجاً وانتشاراً ورغبة لدى الناس، حثّتهما على المثابرة في هذه المهنة التي سرعان ما بدأت دائرة صناعتها تتسع في البقاع، إلى أن انتشرت في جميع القرى والمدن اللبنانية. وسرعان ما بدأت تتجه من حرفية الأيقونات فقط إلى كل أنواع الصور.
على مساحة 100 متر تتعثر الخطوات بين الصور المصطفة والمنتشرة على الحائط والمكدسة في الأرض، وتضيق النظرات حول الأيقونات التي التحمت أوراقها بجدران هذا المشغل. وصور وأيقونات قد أُنجزت، وهي بانتظار توضيبها، مصطفة على جسرين خشبيين، طول كل واحد عشرة أمتار لم تعد معروفة هوية لونهما الأصلي.
هذه الصناعة الحرفية كما يصنفها ميشال ترتكز على الذوق والنظافة في العمل، فهذه الصناعة تقوم على صورة وبرواز من خشب، لتبدأ عملية التصنيع المؤلفة من مرحلتين:
الأولى: «نجلب البرواز الخشبي على حجم الصورة المراد تصنيعها، وأول خطوة تكون بطَلْي الخشبة بمادة الـ«بولاريتان»، وهو لاصق الأساس، نلصق عليها الصورة ونكبسها في المكبس لمدة يومين حتى تجف، ومن بعدها نقوم بحف الصورة وإعادة تلوينها لتبدأ المرحلة الثانية برش الصورة بمادة «البوليستر» لنعاود حفها من جديد. وآخر مرحلة ـــــ يضيف ميشال ـــــ هي رشها بمادة الـ«لكر» وتركها لمدة أسبوع حتى تجف نهائياً ونسلمها للزبون.
يصنع ميشال، إضافة إلى الأيقونات، جميع أنواع الصور، من صور أعراس وأطفال وسياسيين ويقول: «أرغب في تصنيع صور الأيقونات بمختلف الأحجام، ويزداد الطلب في فصل الصيف على صور الأعراس والأطفال، وأيضاً أصبح هناك موجة طلب في الآونة الأخيرة على صور السياسيين، كل يطلب حسب انتمائه الشخصي». ويضيف: «كما أني أهوى تصنيع الصور المركبة من صورتين وأكثر ضمن اللوحة نفسها، كصورة للشهيد بيار الجميل في رحب السيدة العذراء كنت قد وهبتها للرئيس أمين الجميل، وأخرى للشهيد جبران تويني ورمزي عيراني وغيرهم من السياسيين، فضلاً عن صور مركّبة للأطفال».
وتتراوح الأسعار من دولار، ثمن حجم أصغر صورة، إلى 50$ ويختلف السعر حسب حجم الصورة. ويضيف: «لإنجاز صورة واحدة، أو لصناعة المئات من الصور، المدة هي نفسها. لذلك أي طلبية مهما بلغ عددها تنجز في مدة أسبوع فقط».
تحتل صور وأيقونات ميشال سعادة مركزاً مهماً في الأسواق اللبنانية، فصناعته منتشرة في كل لبنان، وهو ينتج في الشهر الواحد مئات اللوحات وآلاف الأيقونات التي تتوزع على معظم أديرة لبنان. ويعرب ميشال عن عدم رغبته بدخول «نادي» الحرفيين، لأنه يريد أن يبقى حراً في مهنته، ومحافظاً على نظرته الخاصة بعمله لا تقيّده نصائح ولا يعلوه رؤساء.