رعيت ــ علي فوعاني
رأى الأمين العام للحزب الشيوعي الدكتور خالد حدادة أن «الولايات المتحدة الأميركية تدفع قوى حليفة لها في لبنان لتكون رأس الحربة في مشروع إحداث فتنة وفوضى في لبنان». وقال حدادة في ندوة أقامها الحزب في بلدة رعيت البقاعية لمناسبة الذكرى الـ83 لتأسيس الحزب الشيوعي إن «اعتبار الولايات المتحدة لبنان جزءاً من أمنها القومي يفتح الباب أمام قوى إقليمية للتدخل في الشؤون اللبنانية تحت حجة حماية أمنها القومي».
ورأى أن «الاستحقاق الرئاسي في لبنان هو مناسبة للولايات المتحدة لإيجاد ساحة جديدة للفتنة المتنقلة في المنطقة والوصول الى الفراغ السياسي الذي سيؤدي الى فوضى»، معرباً عن شكوك كبيرة في «قدرة الموالاة والمعارضة على حد سواء في الوصول الى حل وإخراج لبنان من أزمة الاستحقاق الرئاسي». وأمل حدادة أن يثمر ضغط أوروبا والفاتيكان وبعض الدول العربية على الولايات المتحدة الأميركية حالة من التوافق في موضوع الاستحقاق، إلّا أنه حذّر من سعي الأميركيين والإسرائيليين لدفع الأمور الى يوم 24 الجاري بهدف إجراء الانتخابات.
واعتبر حدادة «أن الصيغة الطائفية اللبنانية قد ماتت وأن الزعامات الطائفية اللبنانية التي تلقى دعماً من الخارج لم تعد قادرة على وضع الحلول لأزمات البلد»، مؤكداً أن الحل في لبنان «لا يكون باستبدال وصاية بوصاية أخرى فقيادات الرابع عشر من آذار أخذت البلد نحو وصاية جديدة وحال المعارضة لا يختلف عن حال الموالاة»، وقال: «إن إنتاج توافق بإعادة تفصيل حل يجدد الصيغة الطائفية، هو بمثابة هدنة صغيرة سرعان ما تنفجر». وتابع: «على رغم عدم ثقتنا بجدية هذا الحل وهذا التوافق إلّا أننا معه، لأنه قد يوفر على اللبنانيين دماء جديدة وهجرة جديدة. أما الحل الآخر فهو نجاح أميركا ومن معها في لبنان في الوصول الى حال من الفراغ السياسي تؤدي حتماً الى فوضى وانفجارات صغيرة أو كبيرة على المستوى الأمني». وجدد حدادة طرح الحزب الشيوعي المتمثل بالدعوة الى عقد مؤتمر وطني للسلم الأهلي، سواء جرى التوافق أو لم يجر، على قاعدة ربط ديمومة السلم الأهلي بالإصلاح السياسي، بمشاركة من هيئات المجتمع المدني والنقابيين والهيئات الاقتصادية والفلاحين بغية حماية البلد وكيانه، منتقداً حكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي «وقفت خلال معركة تموز وقفة التخلّي معتبرة أميركا صديقتها المفضلة والحامية لوجودها السياسي».
وأكّد حدادة أن المشروع الأميركي في المنطقة يتعرض لأزمة حقيقية ولبداية هزيمة، فيما المشاريع المتصدية له هي في أحسن الأحوال قادرة على إعاقته وفرض مساومة عليه، مشيراً الى أن الأميركيين استعادوا منطق المساومة مع أطراف إقليمية لم تكن حتى الآن جزءاً من مشروعهم. ودعا العرب جميعاً الى عدم الذهاب الى مؤتمر أنابوليس الذي يبغي إقامة محور إقليمي. وحثّ الشعب اللبناني على الضغط على الحكومة لعدم حضور هذا المؤتمر «لأن اللبنانيين أثبتوا أن لا مصلحة لهم في حضوره انطلاقاً من أن الجزء الأساسي من أرضهم قد تحرر، وأن وظيفة لبنان وطبيعته تحتّمان عليه رفض تطبيع العالم العربي مع إسرائيل».