البقاع ــ نيبال حايك
انطلق العام الدراسي في مدرسة حوش قيصر الرسميّة ـــــ جنوبي بلدة قبّ الياس البقاعيّة بعد عيد الفطر، وانطلقت معه معاناة أطفالٍ كثر يُجبرون على العودة إلى مقاعد الدراسة وسط صخب المآذن وحركات المصلّين في المسجد، حيث «تقبع» مدرستهم في دُوره السفلي. في ذاك الدور، يجد الأطفال ملاذهم الوحيد للدراسة واللهو والترفيه، بعدما فقدوا الباحات الكبيرة في مزرعتهم الصغيرة، ولكن حتّى هذا الملاذ بات على رحابته خطراً كبيراً على الأطفال، بسبب قربه من الطريق. وفي هذا الإطار، يشير أبو علي الشبعاوي، والد أربعة أولادٍ مسجّلين في حوش قيصر، «إلى أنّ موقع المدرسة في المسجد غير ملائم، فهي على حافة الطريق وغير مؤهّلة، ولا تشبه المدارس الرسمية الأخرى». كذلك يوضح عدد من أهالي مزرعة حوش قيصر أنّهم يطالبون منذ عام 1996 ببناء مدرسة بمواصفات مقبولة بالحد الأدنى، «لأنّو عِنّا ولاد بدهن يتعلموا»، على حد تعبير أم محمد، التي تخاف أن ترسل أولادها إلى المدرسة في الجامع.
وقد شهدت مدرسة حوش قيصر الموزّعة على عددٍ من الغرف في مسجد المزرعة، تراجعاً كبيراً في عدد التلامذة الذين تسجّلوا. ففي العام الدراسي الماضي بلغ العدد 256 تلميذاً، مقابل 25 معلّماً، معظمهم من المتعاقدين. أمّا في العام الدراسي الجاري، فلم يتجاوز العدد أربعين تلميذاً وتلميذة، إذ أرسل معظم الأهالي أولادهم إلى مدارس قب الياس المجاورة، فيما لم يُرد القسم الآخر من الأهالي لأولادهم متابعة التعليم بسبب ظروفهم الاقتصادية والمعيشية، عدا عن وضع المبنى غير المجهّز لتكون غرفه صالحة للتعليم. كذلك لا يوجد ملعب يقي التلامذة مخاطر حركة السير قرب المسجد والمدرسة. يذكر أنّ نسبة النجاح في مدرسة حوش قيصر المتواضعة كانت «جيدة جدّاً» في العام الدراسي الماضي، على حد قول أحد المعلّمين. وفي الامتحانات الرسمية، بلغت «نسبة النجاح في المرحلة المتوسّطة 100%، وفي الابتدائي 90%».