جورج شاهين
في أجواء نادراً ما عاشتها هيئات اجتماعية وسياسية وطائفية، عاشت الرابطة المارونية أمس «يومها الديموقراطي المثالي»، وخاضت لائحتا «التوافق والتحديث المارونية» ومنافستها لائحة «التجدد الماروني» عملية انتخابية راقية جعلت المشاركين فيها يستغربون حجم الوجود العسكري والأمني في محيط مقر الرابطة في منطقة المدوّر.
وشارك في العملية 587 ناخباً من أصل 637 يشكلون الهيئة الناخبة. في غياب لافت لأقطاب الموارنة من الصف الأول، كالرئيس أمين الجميل والعماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع والوزير السابق سليمان فرنجية، فيما حضرت الوزيرة نائلة معوض، ووجوه نيابية، إدارية، قضائية، عسكرية، جامعية، نقابية، مصرفيون وإعلاميون.
وإذا كان الإجماع على مستوى الأحزاب والتيارات المسيحية الذي كرسته لائحة «التوافق والتحديث» قد وفر الانتصار الساحق لها، رغم خرق واحد تمثل بفوز جورج حايك بعد تعادله بالأصوات مع خليل كرم، باعتباره الأكبر سناً، فإن معظم أعضاء الهيئة الناخبة التي شارك 91.83% من أعضائها فيها، خرجوا عن منطق اللوائح المقفلة، فشكلوا من اللائحتين، وظهرت نسبة عالية من الأوراق مكتوبة سلفاً بخط اليد وقد تجاوزت نسبتها الـ65%. لكن التشطيب العشوائي غير المنظّم قلّص الفوارق في الأصوات وجعل من المستحيل أن يخرقها إلا واحد.
فتحت صناديق الاقتراع عند التاسعة صباحا، وبكّر الناخبون بالحضور إلى مقر الرابطة المارونية فسجلت مشاركة أكثر من 85% من أعضاء الهيئة الناخبة قبل الظهر، وتوزع المرشحون من اللائحتين لاستقبال المشاركين بين المدخل الخارجي للرابطة وباحتها الداخلية وعلى مدخل الصالة حيث صناديق الاقتراع التي أدارها أعضاء من الكشّاف الماروني وماكنتي الطرفين. وتم الفصل بين الصناديق الخمسة المخصصة لانتخاب رئيس ونائب رئيس، وخمسة أخرى لأعضاء المجلس التنفيذي الـ15 بإشراف لجنة قيد من أعضاء الهيئة الانتقالية للرابطة، ورئيس الهيئة الوزير السابق ميشال إده.
وانتهت المنافسة بين اللائحتين بفوز جوزف طربية برئاسة الرابطة بـ 378 صوتا مقابل 200 صوت لحارث شهاب وعبدالله بو حبيب بنيابة الرئاسة ب353 صوتا مقابل 219 صوتا لأنطوان بركات. وفازت لائحة المجلس التنفيذي للائحة التوافق بـ 14 مقعدا من اصل 15 ونال الفائزون الأصوات التالية: فرنسوا باسيل (424 صوتا)، بيار الضاهر (388)، انطوان بستاني(347)، شوقي قازان (358)، انطوان الشويري (348)، فادي عبود (339)، عليا برتي زين (335)، حكمت ابو زيد (334)، بدوي ابو ديب(332)، سمير حبيقة (313)، جان سلوان (308)، اميل ابي نادر(293)، فؤاد عون (288)، عبدو جرجس(275)،وقد نال كل من جورج حايك وخليل كرم 273 صوتا ونتيجة التعادل فاز حايك باعتباره الأكبر سنا.
وعلى هامش العملية الانتخابية، سجّلت سلسلة تصريحات لبعض الناخبين، فأبدى رئيس الهيئة الانتقالية ميشال إده إعجابه بالمسار الانتخابي، ووصفه بأنه منافسة وتنافس للصالح العام وسنتعاون فائزين وخاسرين.
واعتبر النائب نعمة الله أبي نصر أن «الرابح هي الديموقراطية، وما قمنا به من تفاهم منع تسجيل الانتصار للكتائب أو عون أو القوات. فالموارنة فازوا»، آملاً أن تنجح الرابطة في معالجة ملفات التجنيس واستعادة الجنسية للمتحدرين من أصل لبناني وإشراك المغتربين في الانتخابات، ومنع التوطين والمحافظة على حقوق الموارنة في إدارات الدولة لأن حقوقهم فعلاً مهضومة.
وقال النائب السابق الدكتور غطاس خوري: «يجب أن يكون دور الرابطة المارونية توحيد الكلمة المارونية لما فيه خير لبنان»، فيما اعتبر النائب سمير فرنجية أن الانتخابات «دلت على روح ديموقراطية وتنافس طبيعي، وكان الإقبال مهماً من دون أي تدخلات».
وأكد النائب جورج عدوان أن «القوات» تركت الحرية لأعضائها في الانتخابات.
وفيما أمل طربيه تمنى أن تستعيد الرابطة دورها المرجعي والوطني «وهو أمر مطلوب ومنصوص عليه في أنظمتها، ولم نلحظ أي تدخل سياسي»، أكد حارث شهاب انه أعطى التوافق «حظوظاً حتى اللحظة الأخيرة، لكن ذلك لم يتحقق». ونوّه بالعملية الانتخابية الديموقراطية.