روز زيادهيشتد غضبنا ويكبر قهرنا عندما يكلمنا العارفون وكأنهم غير عارفين. عندما يدعوننا إلى تحكيم الضمير واختيار الأفضل لمجلس النواب. مَنْ نُفضّل على مَنْ؟ ما دام قسم منهم كان في المجلس وأُعيد انتخابه لدورات عدة، وقسم آخر كان في الحكم أيضاً منذ مدة طويلة، ومعظم المرشحين الحاليين ينتمون إلى كتل سياسية لها خطها البعيد عن إنسان لبنان ومصاعبه.
كلما سمعت عظة من أكارم وأفاضل يحفّزوننا فيها على انتقاء الناس الكفوئين، أتذكر مثلاً تردد في إحدى القصص التلفزيونية يقول: «ما حدا بينام أسود وبيصحا أبيض».
انتهاء ولاية مجلس أذاقنا ما أذاقنا من الإهمال، والتعطيل. من المناكفات والشتائم، مع التلهي بعيداً عن حل مشاكل المواطن الحياتية. المجلس الجديد لا يمكنه أن يكون عكس ما كان عليه بما أن المرشحين هم أنفسهم. ولى زمن العجائب، والروح القدس يئس من تعديل دروبهم الملتوية.
ومنعاً من تحميل ضمائرنا عاقبة ما سوف يأتونه في المجلس المقبل من الفظائع، وجب علينا مقاطعة الانتخابات. وهذا هو التوجه الصحيح الذي كان يجب أن يأتي في العظات لتكون ضمائرنا حكيمة وسليمة.