علي حشيشويخوض تيار المستقبل «انتحاره» الانتخابي في صيدا تحت شعار «صيدا لأهْلا»، ويدافع أسامة سعد عن مدينته بشعار «صيدا للكل». أسامة «للكل» وفؤاد وبهية «لأهْلا»، وينقسم خلف الشعارين كل الصيداويين، كل حسب فهمه لصيداه. الأول يريدها للكل، يعني لكل من أثّر أو تأثر بصيدا، لكل من وُلد أو استشهد لأجل صيدا، لكل مَن فقُر أو اغتنى من صيدا، لكل من زرع أو بنى أو درس أو أنتج أو أبدع أو انحاز أو أحبّ صيدا. الثاني يريدها لأهْلا، يعني للخُلّص، الصّافي العرق، الكتير class، الهاي!
«شو عدا مما بدا» حتى تصبح صيدا سجناً معتماً يسيّجه نهران وهضبة ورمل الشاطئ، ما بْعلمي صيدا مدينة للحياة؟
يا جماعة، إذا طبّقنا شعاركم، فستفرغ أسواق صيدا من «الشرّايي والبياعين»، وستخلو جامعاتها من طلابها، وستطَلِّق ويطَلِّق نصف شابات وشباب صيدا، وستشتاق مستشفيات صيدا إلى المرضى.
لو أُتيح لدم الشهداء أن يقترع بالأحمر القاني الوضاء. لو أُبيح للأرض أن تفشي أسرار المقاومين ضد الأعداء... لصاح دم الأرض.
عذراً يا «كل» الغرباء الذين ما غفت عيونكم تحرس صيدا بالأهداب. يوم كان أولاد بعض «أهلا» يُتِمُّون فروضهم المدرسية في مدارس أوروبا أو السعودية. قبل 7 حزيران وبعده، ستبقى صيدا للكل، صيدا لكل الناس، صيدا للعمال البنائين، للحراس المقاومين. صيدا للحالمين بالحرية، للعاملين للعودة إلى فلسطين. يا أصحاب «صيدا لأهْلا» أعترف بأنكم فزتم بجائزة التعصب الأولى بدرجة أعمى، لمَ لا تعلنون صيداكم «جمهورية صيدا العنصرية»؟