روز زيادهنحن اللبنانيين تعوزنا ثقافة النسيان. نسيان أننا نعيش الفاقة بسبب حكم مستهتر على مدى سنوات طويلة. نسيان أن أطماع الآخرين بالهيمنة على بلدنا، ورغبتهم بتقويض نظامه التعايشي سمح لهم بالغدر بسياسيين وصحافيين وحتى مواطنين يسعون وراء رزقهم. بالإضافة إلى مغتالين آخرين غير مشهورين في أي ميدان تنافسي سياسي أو زعماتي، وما زال السؤال يدور حول التغرير بهم «لماذا» و«مَنْ» هو الفاعل؟
النسيان بأن الناس لا فرص عمل لهم في لبناننا العزيز، كباراً وشباباً، والجميع يعلم أن اللبناني إذا لم يعمل يموت من الجوع لأن التقديمات الاجتماعية غير موجودة، والضرائب التي تدفع كضريبة دخل وtva وغيرها يجب أن ننساها. نرفع الصوت عالياً، فاللبنانيون، ولو كان أحدهم في الثمانين من عمره هو بحاجة إلى العمل، وإلى القروش التي يتقاضاها بدل أجر لكي لا يغزو براميل
النفايات.
نسيان أننا جبنا الشوارع وامتلأت بنا الساحات استنكاراً للجرائم التي حصلت من دون معرفة الأسباب ومن غير التوصل إلى التعرّف على الفاعل.
نسيان أن من عادوا، وهم الأكثر متابعة لوضعنا البائس، اعتبروا أن الشعب يجب أن يكون مطواعاً لأفكارهم وسلّماً سهلاً يحرس خطواتهم إلى كرسي مجدهم.
نسيان أننا مقبلون على انتخابات نيابية، وأياً كان الرابح فيها سيهمل الشعب وحاجاته.
لذلك، يجب أن يكون عندنا ثقافة عليا للنسيان لنتمكن من أداء واجبنا الوطني ووضع أسماء المرشحين الدائمين في صندوق الاقتراع، وإن فاضت ذاكرتنا فلن نستطيع الاقتراع.
سنوات وسنوات تحسب من عمرنا ونحن ننتظر فيها الحقيقة... والحقيقة تشيخ يوماً عن يوم وستموت قبل أن نتعرّف عليها أو يهتدي أحدهم إلى مقرها الحميد.