روز زيادهمتوسط عمر الإنسان اللبناني ستّون سنة تقريباً، أي ما يعادل خمس عشرة دورة انتخابية لمجلس النواب. أثناء فترة تقديم الترشيحات، يشعر المواطن بجيشان عواطف وطنية ترافقها آمال كبيرة بالمرشحين، وأحلام بغدٍ أفضل. نصف سنة قبل موعد الانتخابات يصرفه الشعب في الترقب بالأمل والحماسة، حتى يشعر الشعب المحب بأن كل مرشح فارس الخلاص من الأيام المرّة. ببساطة، المرشحون بالنسبة إليهم فرسان الأحلام. ولا يفوتهم تنسيق مواقع المرشحين في الدولة، والسياسة الخارجية. وقربهم من الناس وحسن أدائهم للتخطيط والإنماء. هذا، عدا إعطاء آرائهم في الشعارات وفاعليتها.
في الكثير من الأحيان، تقع مشادات بين الجيران والأقارب بسبب انقسام آرائهم بين مرشح وآخر، ولا تعود المياه إلى مجاريها إلّا بعد أول سنة من عمر المجلس الجديد، حيث تسقط آمال الجميع، وكل الناس ينظرون بعضهم إلى بعض بعيون زائغة، وأفواه فاغرة أمام واقع ممارسة النواب لمواضيع الوطن ونسيان هموم الناس. والخيبة هذه هي بمثابة كوابيس للواقع تقتل فرسان الأحلام. فتصيب صحوة الألم كل الشعب وتزرع في عقولهم يأساً يمنع عنهم التفكير في المشاركة بإعطاء أصواتهم لأحد فيما بعد، أو في دورة ثانية.