روز زيادهأيّها الأطفال الأحبّاء، يا شهداءنا الصغار، أنتم جرح قلبنا العميق. منذ سنوات وسنوات، نبكي أطفالاً قُتِلوا بالسلاح ذاته، والأيدي القاسية ذاتها. ستون عاماً مرّت وتغصّ فيها أرض فلسطين وتشاركها أرض لبنان بالجثامين الندية، ذات النيات الطاهرة والأيادي البريئة. مَنْ نطالب بدمائكم؟ أنطالب من أداروا أسلحتهم الحاقدة على بيوتكم ومخابئكم! أم نطالب المتواطئين مع الغاصبين من مواطنيكم؟
ستة عقود، والقضية الفلسطينية تراوح مكانها. أرض مغتصبة وشعب مشرد في بلاد الله الواسعة.
لم تتشرذم القضية الفلسطينية بفعل تشريد الشعب وضياع الأرض، بل تشرذمت وأصبحت معلّقة بأمزجة ومصالح متداخلة بين الشرق والغرب بين العرب والأميركيين والأوروبيين. انقسمت الجهود النضالية للشعب وأصبح فئات، منها تتبع من يؤيدون العرب، وأخرى تتبع من يتجرجرون وراء الأميركيين والأوروبيين.
الموت بقي يستنزف هذا الشعب الذي حاول الاستعاضة عن أرضه بأرض لبنان مرة، فجرّه إلى حرب أهلية دامت 17 سنة، ومرة ثانية بأرض الأردن فنالوا حظهم من «البهدلة» فيها.
يا أحبائي، ستبقون ضحية الطمع، وسيكون كل طفل قُدِّرت له الولادة في أرضكم، أرض غزة مشروع شهيد، لأن القادة في بلدكم منقسمون، ولأن القضية أصبحت قضية نفوذ أفراد، ولم تعد قضية أرض مغتصبة وشعب مقهور. التكاتف لإعادة المغتصب زال. دول كثيرة حارب بعضها البعض الآخر، شعوب كثيرة تقاطعت مصالحها، ولكنّ أبنائها وقفوا متضامنين لتحقيق قضاياهم من دون الاتكال على قرارات جامعات ومجالس استهلاكية بعناوينها العريضة.
هذا الذي لم يفهمه بعد الفلسطيني ولا اللبناني، ولولا ذلك، لحُلّت القضية الفلسطينية واستقرت الحالة اللبنانية لمدى العمر لا لعدة سنوات فقط.
نأسف يا صغاري أن يكون قادة بلادنا يعوزهم المواطنية الصادقة المنزهة عن التبعية والمصالح الخاصة.