محمود نديم وهبيأعدّ السياسيون اللبنانيون تعريفاً خاصاًَ لما يُسمّى حكومة الوحدة الوطنية، وهي تتألف من 10452 بنداً، وجاء في أهمها: أولاً، أن تجمع أفرقاء من كل حدبٍ وصوب، قلة من الشرفاء وثلّة من الذين قطّعوا شرايين الوطن واغتصبوا سيادته وسفكوا دماء شعبه. ثانياً، أن تكون فترة حكمها فترة «ضحك عالدقون» لمضيعة الوقت والتحضير لأزمات مستقبلية. ثالثاً، أن يسبقها خلاف طويل، وأن يليها خلاف أطول. رابعاً، ألا تبعث التفاؤل في نفوس المواطنين الذين يرددون طيلة فترة الحكم العبارة: «الله يستر» أو «بدها تخرب». خامساً، ألا يؤلّفها اللبنانيون بأنفسهم، فوراء اسمها المصطنع يستتر اسمٌ أنسب، حكومة الوحدة العالمية. سادساً، أن يكون بيانها الوزاري كغلاف مجلّة، يتلهّف الناس على شرائها ليستنتجوا أن لا شيء مميزاً فيها. سابعاً، ألا يشارك فيها الحزب الشيوعي لأنّه يكره الطائفية التي تمثّل نواة الحكومة، عداكم عن أنّ هذا الحزب هو مؤسس المقاومة ومحارب للفساد.
ثامناً، أن يحقّ لكلّ المشاركين فيها سرقة كنوز الوطن بالمساواة لمنع التمييز بين الشركاء. تاسعاً... عفواً على المقاطعة لكن خطر ببالي سؤال. نعم هي حكومة، وبلا شكّ هي حكومة وحدة. لكن يا سادة بالله عليكم، أين هو الوطن والوطنية؟