استطاع التيار الوطني الحرّ في منطقة جزين إيصال مرشحه، عضو المجلس البلدي لمدينة جزين المهندس خليل حرفوش إلى رئاسة اتحاد بلديات المنطقة، بعد فوز التيار في الانتخابات البلدية الأخيرة في مدينة جزين، رافعاً شعار المحافظة على الأرض أساساً لمعركته الانتخابية في بلدات القضاء وقراه.يؤكد حرفوش على العمل ضمن هذه الخلفية «علماً أننا ننطلق من الصفر، لأننا نريد تحويل الاتحاد الى مؤسسة، ونطمح إلى تفعيل المشاركة الشعبية. قبلنا كان الاتحاد مجموعة من رؤساء البلديات، الذين يعمل بعضهم سماسرة بيع للأراضي».
هل من خطة عمل للاتحاد لتحقيق ما يصبو إليه؟ يؤكد حرفوش أنّ الاتحاد «يقوم بعمل منهجي لوضع خطة لمدة عشر سنوات، تتضمن رؤيتنا للمحافظة على الأرض وتقديم حوافز للمواطنين للتمسك بأرضهم. كما تتضمن الخطة المقترحة بنوداً تتعلق بالمحافظة على البيئة، تطوير السياحة البيئية، الزراعة والصناعة». ويعطي أمثلة عامة عما يدور في الاتحاد من أفكار في هذه المجالات: «سنسعى إلى تشجيع القيام بمشاريع زراعية ضخمة لتأمين فرص عمل، والقيام بمشاريع تصنيع زراعي. وهناك مشروع ندرسه حالياً، يتعلق بالزراعة العضوية وسيدعمه اتحاد البلديات بكل قوة. كما ستقوم لجان مختصة بدراسة الواقع الجزّيني للخروج باقتراح مشاريع مدروسة بشأن كلّ موضوع من المواضيع التي ذكرناها».
ويشير حرفوش إلى أنّ عمل الاتحاد لن يقتصر على تطوير الواقع الاقتصادي فحسب، بل سيتعدى ذلك إلى التنمية الاجتماعية «سنعمل على أن يواكب المجتمع أفكارنا. نحن نحمل أفكاراً تغييرية ولنا رؤية متكاملة، سندفع الجمهور إلى المشاركة في التخطيط والتنفيذ. فمثلاً لا ينجح أيّ معمل نفايات إذا لم يكن هناك فرز في المصدر، سندرّب الجمهور على الفرز في المنزل قبل تسليم النفايات، وهذا نوع من المشاركة».
كذلك يؤكد حرفوش على الموضوع الصحي: «وضع المستشفى الحكومي في جزين سيّئ للغاية، هناك نقص في عمل الإدارة وفي التجهيزات، أحد أعضاء الاتحاد، الدكتور جورج عازوري، يعكف مع أطباء من المنطقة على وضع خطة تطوير للمستشفى. وقد أقمنا لجنة دراسات تضم عدداً من رؤساء بلديات المنطقة، أعطيت مهلة ستة أشهر لدراسة الواقع، التواصل مع الوزارات المختصة، إطلاع المؤسسات غير الحكومية على رأيها، أخذ آراء المؤسسات والاستعانة بمختلف فعّاليات القضاء».
ويشدّد حرفوش على عملية المشاركة من خلال «إشراك المجتمع المدني في جميع أعمالنا، وتأليف لجان متخصصة، ونحن الآن نجمع معلومات تفصيلية عن بلدات القضاء وقراه من المخاتير، البلديات، الهيئات المحلية والكنسية. كذلك سنحاول تأليف نواة من رجال الأعمال أبناء المنطقة للإسهام في العمل التنموي». ويضيف: «سندرس أوضاع الكسّارات، وإذا كانت قائمة في مناطق محميات طبيعية فسنقفلها، وإذا كانت قانونية فسنستعمل الأموال التي يفرضها القانون عليها لإدارة تشجير مناطق الكسارات».
يذكر أن اتحاد بلديات جزين يضم 26 بلدية من بلديات القضاء، التي تضمّ كلّ البلدات التي ينتمي أبناؤها إلى الطائفة المسيحية، فيما بقيت قرية المكنونية خارج الاتحاد. وما يلفت النظر أنه من أصل 26 رئيس بلدية يعيش اثنان فقط في المنطقة هما رئيسا بلديتي كفرجرة وجزين والباقون في بيروت. لكن حرفوش لا يرى في ذلك انتقاصاً من دور رئيس البلدية، إذ يقول «يمكن رئيس البلدية إدارة بلديته بواسطة الهاتف والبريد الإلكتروني وتخصيص يومين لتوقيع المعاملات، وخصوصاً أننا نعقد الاجتماعات التخطيطية في بيروت، كما نتواصل مع المنظمات الأجنبية المانحة، ونقيم الصلات الواسعة لتأمين نجاح خطتنا وتنفيذ رؤيتنا في المحافظة على الأرض».
وتتعاون اتحادات المنطقة لإنجاز نشاطات مشتركة، كان آخرها زيارة قام بها وفد من اتحادات بلديات جزين، جبل الريحان وإقليم التفاح إلى باريس، للاطّلاع على التقنيات التي تستخدمها شركة سياب في مجال تنقية مياه الصرف. وتُعِدّ الشركة دراسة لإقامة محطة لتنقية المياه في مناطق عمل الاتحادات الثلاثة.