بعلبك ــ علي يزبكيحتار قاصد بلدة حورتعلا (شرقي بعلبك) أي الطرق عليه أن يسلك للوصول الى منازلها، بعدما باتت كل الطرقات الرئيسية والفرعية مليئة بالحفر والأخاديد بفعل غياب أعمال الصيانة عنها منذ سنوات طويلة، في ظل غياب مجلس بلدي يهتم بشؤون حورتعلا، وبالتالي «لا يعرف المواطن الى من يلجأ، في أبسط الأمور» كما يقول الأستاذ في المدرسة حسين درويش. فطبيعة البلدة التي تقع على هضبة متوسطة الارتفاع ومنازلها المنتشرة على مساحة تزيد على أربعة كيلومترات مربعة، فرضت شبكة واسعة من الطرقات الداخلية التي لم تعد تصلح اليوم سوى لمرور الجرارات الزراعية . وبما أن الجرارات تمر دائماً، فإن صيانة دائمة تفرض نفسها. لكن من أين؟ لا بل إن درويش يقول إنه «لو كانت الطريق ترابية لكان الأمر أفضل» ويضيف «نحن لا نطالب اليوم بالشوارع العريضة وأعمدة الانارة بل بقليل من الزفت حتى نتمكن من مغادرة المنزل والعودة إليه دون أعطال في السيارة». ويتحدث سائق الفان المدرسي محمد المصري عن معاناة يومية عند سلوك طرقات القرية الداخلية لنقل التلاميذ، ويقول إنه يصرف معظم مدخوله على صيانة الفان، وكأن «حورتعلا خارج خريطة هذا الوطن: فلا إنماء ولا طرقات ولا خدمات»، ويضرب مثالاً مسألة النفايات التي ترمى في مجرى نهر سباط الذي يخترق وسط البلدة. وعندما تتفجر مياه الينابيع، تحمل معها الأكياس والاوساخ الى الارض الزراعية، فيقوم المزارعون بتنظيف أرضهم ويرمونها مجدداً على الطرقات. ويضيف متنهداً «دوّامة لا تنتهي».
أما أبو علي درويش فيرى أن الدولة لا تتذكر حورتعلا «إلا في الحملات الامنية وعند البحث عن المطلوبين، نسمع اسمنا كأننا قرية خارجة على القانون فيما الاهالي متروكون لأنفسهم».
ويرى المختار سليمان عبد الإمام المصري أن بلدته ذات الأربعة آلاف نسمة، لم تنل من الدولة سوى الوعود. فالعام الماضي انهار جسر نهر سباط فقامت وزارة الاشغال بتشييد آخر مكانه ولكن الى اليوم لم يزفت الطريق فوق الجسر مضافاً إليها الحفر العميقة. وناشد المصري وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي زيارة البلدة أسوة بسائر المناطق اللبنانية التي زارها أو الإيعاز على وجه السرعة لمن يلزم، للمعالجة لأن الوضع بات صعباً تحمله.