النبطية ــ كارولين صباحتنطلق دار الهادي، المدرَجة على لائحة المؤسسات الإرهابية، في معرضها السنوي العاشر، من صلب ثقافة «المقاومة»، وتحت لواء شعار «بلد يقرأ بلد يعيش»، الذي أطلقته منظّمة اليونيسكو، قبل أعوامٍ، بالتعاون مع وزارة الثقافة.
رغم أنّ هذه الثقافة لم تكن طارئة، إلّا أنّ «مشهد الوحدة الوطنيّة في احتفال استقبال الأسرى المحرّرين»، دفع المنظّمين إلى تسليط الضوء عليها دون غيرها، كما بدا لافتاً من عنوان المعرض «لنقرأ من كتابٍ واحد»، الذي حصره مدير المعرض محمّد دياب «بكتاب المقاومة الذي لا يعرف مذهبية ولا طائفية».
يشارك في المعرض أكثر من 70 دار نشر عربية ولبنانية، إضافة إلى جناحٍ خاصٍّ ببعض الكتب الأجنبيّة المستوردة من بريطانيا. ويتضمن أكثر من 12 ألف عنوان، من الكتب الدينية والفلسفية والحقوقية والتاريخيّة والأدبيّة.
ويهدف هذا المعرض، الذي أصبح تقليداً جنوبياً منذ ما يقارب عشرة أعوام، بحسب ما يشير دياب، إلى «نشر وتكريس ثقافة الكتاب المقاوم في الجنوب الذي عانى يوماً من الاحتلال والاعتداءات المستمرة، ضد ثقافة الغرب في لبنان».
كذلك يلفت دياب إلى أنّ دار الهادي ارتأت اتّباع سياسة الحسم، التي وصلت إلى 50% على بعض الكتب، من أجل «وضع الكتاب في متناول جميع المستويات والفئات، في ظلّ الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها اللبنانيون».
وعن أقسام المعرض، يوضح دياب أنّ «الدار تسعى إلى تطوير المعرض كلّ عام، لذلك انتقل قسم كتب الأطفال إلى جناح خاص مستقل، وهو يتضمّن كتباً تربوية باللغات الثلاث، فضلاً عن قصص مستوردة من بريطانيا وفرنسا، وألعاب تربوية». وإذ يؤكّد على أهميّة الكتب المتوافرة، إلّا أنّه يشكو النقص في بعض الكتب الأجنبيّة، معيداً السبب إلى «عدم تعاون المكتبات». أمّا الكتب التي استثنيت من العرض، فحدّدها دياب بـ«تلك التي تسعى إلى التفرقة بين الطوائف في لبنان، وبعض الكتب غير الهادفة».
ولا يقتصر نشاط دار الهادي على الكتب المعروضة، إذ تُنظّم على الهامش توقيع كتب وندوات ثقافيّة. وفي هذا الإطار، يلقي الشيخ ماهر حمّود والوزير السابق ميشال سماحة محاضرة تحت تحت عنوان «قراءة في المشروع الأميركي للبنان والشرق الأوسط»، عصر الثلاثاء المقبل. وفي السادس عشر من آب الجاري، تقيم الدار أمسية شعرية للشاعر المصري أحمد فؤاد نجم حول «النصر الإلهي». وفي الثالث والعشرين منه ندوة بعنوان «قراءة في مسيرة الإمام موسى الصدر».