لندن ــ ملاك وليد خالدإنها إحدى أفضل الجامعات في العالم، أستفيد من فرصة التحاقي بها عبر منحة «عربية» تكاد تكون الوحيدة. قلة قليلة من زملائي الأجانب يعرفون لبنان. ومنهم من اعتذر استدراكاً حين لحظ تعبير وجهي على ردّه النبيه: أنت جارة إسرائيل!
نعم: أنا التي جارتي اللدود إسرائيل. أنا التي قانا قرب بيتي وقرب قلبي، لكن إسرائيل التي هناك تلاحقني إلى هنا. أشتري صابونة إنكليزية الصنع، فأكتشف في داخلها طابع «سارة لي» (وهي شركة صهيونية مدرجة على لائحة المقاطعة). أحاول أن أبحث عن مراجع لبحثي باستخدام كلمة لبنان، تنطّ المقالات التي تتحدث عن الحرب الأهلية وأثرها في التربية والتعليم: آخرها في عام 1983! أغير كلمات البحث/ أكتب الشرق الأوسط، فيقفز العداد. أنقر لأقرأ العناوين: إسرائيل، إسرائيل إسرائيل.
لدى إسرائيل كمية من الأبحاث الأكاديمية عن تعليم اللغة العربية تفوق بمراحل ما على الشبكة العنكبوتية من مقالات بالعربية. موضوع بحثي له مرجعان أساسيان قيّمان: أحدهما في البرازيل والآخر في «إسرائيل»، كما تذكر صفحات الإنترنت، أي في الشمال الفلسطيني المحتل. سأقوم به وسيكون بحثاً مهماً لغيري من الطلاب كي يعرفوا أن في البلاد العربية ما هو بجودة ما تنتجه تلك الدولة «الأوروبية» في الشرق الأوسط. ذلك سيجعلني أشعر بفخر أكبر لأني من هناك، حيث نحن فقراء إلا من كرامتنا، نغسل أيدينا بالتراب المسقي دماً، ونتعلم بأصعب الطرق ونريد، ويمكننا، أن نكون أنداداً.