نظّم مكتب العلاقات العامة في جامعة البلمند معرضاً عن ملصقات السينما، بالتعاون مع نادي السينما، انتهى البارحة ولم يشهد إقبالاً شبابياًً كبيراً
أمل ديب
من يدخل قاعة المعارض في مبنى الزاخم في جامعة البلمند يَعُد بالزمن إلى العصر الذهبي للسينما. فقد احتضنت جدران هذه القاعة ملصقات نادرة لأهم الأفلام العربية والأجنبية في تاريخ السينما، جمعها إبراهيم الهندي في مجموعته الخاصة. ملصقات وأفيشات لأفلام عربية وأميركية وإيطالية كـ«وتمضي الأيام»(1980) «ذهب مع الريح» (1939)، لوليتا (1962)، «صوت الموسيقى» (1965) وغيرها من الأفلام الكلاسيكية التي أرست أسس السينما العالمية.
يوضح الهندي أنّ الجامعة طرحت عليه فكرة إقامة معرض «السينما والملصق»، وهو أول معرض من هذا النوع يقام في لبنان. رحّب بالفكرة ووضع بتصرّف الجامعة أكثر من 600 ملصق ليختاروا من بينها. يهوى الهندي جمع كل ما هو قديم ونادر من كتب وجرائد وأشياء مختلفة. إلا أنّ للملصقات قيمة مميّزة بالنسبة إليه، ما جعله يصدر كتاب «طرابلس... سينما عبد الحليم» (2007) الذي يتحدّث فيه عن أفلام عبد الحليم حافظ من خلال الملصقات السينمائية. لكل ملصق من الملصقات المعروضة مكانة خاصة عند الهندي، إذ لكل منها قصّة متعلّقة بطريقة الحصول عليها، إذ بدأ بجمعها منذ السبعينيات، وكان يفتّش عنها في دور السينما وعلى الطرق، وكان حتى يشتريها من الراغبين في بيعها.
ما يميّز هذه الملصقات القديمة عن مثيلاتها الجديدة هي الطريقة الحرفية التي صنعت بها. فملصقات الأفلام العربية مثلاً مصنوعة ومرسومة يدويّاً نفّذها رسّامون مشهورون أمثال فاسيلّو وأنور وعبد العزيز. «بالألوان الطبيعية» عبارة كتبت على ملصق فيلم «عنترة بن شداد»، إلاّ أنك بالتأكيد لن تجدها على أي من ملصقات الأفلام الحديثة، مثلها مثل “Action in Color” (فيلم حركة بالألوان) على ملصق فيلم «خداع» (1950).

جيل الـ«zapping» تعوّد على الأفلام ذات الإيقاع السريع

بدا واضحاً أنّ سينما الماضي لا تجذب شباب اليوم، إذ كان الحضور الشبابي والطالبي خجولاً يوم الافتتاح، واستمرّ كذلك طيلة أيام المعرض، عدا طلاب صفوف الرسم الغرافيكي والتصوير المهتمّين بهذا النوع من الفنون. يعزو الهندي السبب في ذلك إلى اهتمام الجيل الجديد بالفيلم نفسه لا بالملصق، مضيفاً أنّ الجيل السابق الذي شاهد هذه الأفلام يبدي اهتماماً أكبر بالمعرض. تعلّق إحدى الطالبات بأنّ فضولها دفعها إلى زيارة المعرض، إذ كانت تسمع أهلها يتحدّثون عن هذه الأفلام بشغف، ويروون قصصاً عن ذهابهم كل أسبوع إلى سينمات طرابلس لمشاهدة أحدث الأفلام، لذا أرادت أن تلمس بنفسها شيئاً من سحر تلك المرحلة.
قلة اهتمام فئة الشباب بالمعرض ألقت بظلالها أيضاً على نشاط عرض الأفلام الكلاسيكية المرافق للمعرض. إذ عرض نادي السينما ثلاثة أفلام هي «قصة الحي الغربي» (1961)، «باب الحديد (1958) و «لا دولشي فيتا» (1960) في غياب شبه تام لجمهور الشباب. لم يستغرب المشرف على نادي السينما د. شارل ديك ذلك. «نوعية الأفلام يصعب على شباب اليوم استيعابها»، يقول، مضيفاً أنّ جيل الـ«zapping» تعوّد على الأفلام ذات الإيقاع السريع ولم يعد يستطيع أن يشاهد الأفلام الكلاسيكية، حتى ولو كانت موضوعاتها تحاكي الحياة اليومية التي يعيشها الشباب. لكن ديك يعوّل على نواة نادي السينما المؤلفة من طلاب مهتمّين في جذب الاهتمام لدى زملائهم بهدف رفع المستوى الثقافي لدى الطلاب.