ملاك وليد خالدمنذ طفولتي وكثير ممن حولي ينتقدونني لاسمرار لوني: «السيرلانكية اللي تبنيناها، ضيفة جايي من أفريقيا، الصرصورة، الخ». تعابير تنضح عنصرية وتعكس مفهوماً للجمال لا أفهم من روّج له باعتباره المقياس. ولكني حتماً أرفضه.
كل صيف، أسمع التعليقات ذاتها، وخاصة من والدتي التي أقارب لون بشرتها شتاءً، حيث إني من تلك النوعية من البشر الذين تتغير ألوان جلدهم «ع الخبا». أمي تبقي على لونها، وتستصعب فكرة أني أحب نفسي أكثر حين أكون سمراء، فتزيد قاموس تعليقاتها كل صيف عبارة أو عبارتين. أضحك، وأحياناً أشاكسها: «عمرك سمعتي حدا غنى للبيض؟ قريتي شعر غير للسمر وعيون السمر؟ عبد الحليم ع علمك دوبنا معاه غير بالأسمر الأسمراني؟». طوال حياتي، وحتى اليوم، قلة من ذوي البشرة البيضاء يجذبونني بالمعنى الجمالي، فمقاييسي مختلفة عن الآخرين. أعتقد أن البيض ناس «طبختهم ما استوت» حين تشكلوا من طين على نار صنعتها يد الخالق. أضحك للفكرة. أنا مستوية تماماً في الصيف. وفي كل شتاء، أستعد لنضوجي المقبل. تسعدني الفكرة، أحب كوني شوكولا، مثل ذلك الوسيم أبداً جوني ديب، والمذهلة سلمى حايك والفاتن الراحل أحمد زكي، كما أطفال من بلادي ونساء ورجال عمال حمّصتهم شمس الشقا والاغترابات.
ليت لي سلطة أن أختار بأي صفة أُعرف، لأهملت الدين والمذهب والسجل العائلي واخترت «سمراء». وبحكم تلك السلطة الجبارة المتخلية سأعلن حرباً شاملة ضد الأسلحة غير التقليدية وأولها منتج «فير اند لفلي» وتعليقات أمي الصيفية.