سمية عليأصيب سياسيونا الأعزاء بأنفلونزا الخنازير. بحكم مرضهم الذي رجّح أحد الأطباء (رفض ذكر اسمه) أن يكون سببه القُبل المتبادلة بينهم وبين سفراء الدول الأجنبية، عزلوا في مستشفى ومُنعوا من رؤية أحد، أو الإدلاء بأي تصريح. أثناء غيابهم استمر المجلس النيابي على حاله مقفلاً. كما جمّدت كل المحاولات الهادفة إلى تأليف حكومة وحدة وطنية. افتقد اللبنانيون في سهراتهم أصوات السياسيين ووجوههم التي كانت حقاً «فوتوجينيك». افتقدوا من يعدهم دائماً بغد أفضل لن يعيشوه أبداً. أضاء المناصرون الشموع داعين الله إلى أن يشفي السياسيين. وكان للبنانيين ما أرادوا، إذ جاء عدد من الرؤساء وفي جعبتهم لقاح للفيروس. هكذا عادت ضحكات السياسيين وتصريحاتهم وخطاباتهم الخارقة تملأ حياة اللبنانيين من جديد. الغياب المفاجئ للسياسيين لم يُحدث أي تغيير على الصعيد المعيشي. فتقنين الكهرباء استمر، وأسعار السلع الغذائية ظلّت على ما هي عليه. المياه ظلت مقطوعة عن الضواحي، والشباب بقوا عاطلين من العمل ومشغولين بالبحث عن تذكرة سفر. كما لم تشهد شوارع بيروت والمناطق أي تغيير في عدد المتسوّلين والمشردين. ما سجّل فقط هو غياب إطلاق الأعيرة النارية التي كانت تترافق مع كل طلّة لأصحاب السعادة.