أسعد ذبيانالساعة 9:33 صباحاً، أرتشف قهوتي ولا يمكن وصف مزاجي بالعصبي، على العكس، أنا هادئ لا همّ عندي إن كانت مواقف السياسيين الأخيرة صائبة أو لا، إن كانت إسرائيل تتهيأ للانقضاض على لبنان، إن كان كارلوس إده سيصبح رئيساً للجمهورية، إن كان العالم سينتهي بعد يومين بفعل نيزك، وإن كانت ترينداد وتوباغو ستعلن الحرب على غينيا بيساو.
لا يهمني إلا ما يأتي: وقف الكذب، وقف اللعب على الشعور الطائفي، وقف تغيير المواقف وتسميتها سياسة، وقف التعصب والتخوين، وقف الانقسام تحت شعارات المقاومة والسيادة والاستقلال لتغطية مصالح الدول الخارجية.
إذا كان الشعب اللبناني فعلاً زبون نسكافيه ويجيد «الصحصحة»، فهو بحاجة إلى لفظ الطاقم السياسي برمته. كلهم أخطأوا وباعترافهم، لا أطلب منهم سوى التنحي عن مناصبهم، لا الشنق، لا العزل، لا النفي. يريدون البقاء زعماء، فليبقوا، لكن ليتركوا لنا بلدنا لنديره.
أما الأمر الأهم، برأيي، فهو أنّه على كل إنسان منا أن يضع فوق رأسه الشعار الذي يعبّر عنه، مثل: «بيهمني الطايفة»، «بدي الكرسي»، «ما حدا يغلط معي»، أو «لبنان الوطن النهائي للهندوس». المهم هو الإعلان الصريح لنياتنا، ليتسنى للآخرين معرفة أصحاب النظريات من أصحاب الأفعال. وكفانا تأويلاً لخطوات الزعماء لأننا بحقيقة الأمر لا نعرف ماذا يجري في أرصدتهم المصرفية.
وبهدوء تام، أعلن قرفي من النعاج، وأنني سأقاطع أكل اللحم وأتجه صوب الخنازير غير مبالٍ بالأنفلونزا والتحريم.