ادّعى ناصر ش. على فتاة، متهماً إياها بأنها سلبته أمواله وحليّه من طريق الاحتيال. بدأت الاستقصاءات، وتمكنت قوى الأمن من توقيف مشتبه فيها تدعى جمانة ع. في منزلها الكائن في برج البراجنة. أفادت جمانة بأنها على معرفة بشخص يدعى عاطف ح. كان يعمل مع ناصر، وأنه أخبرها بأن الأخير يملك أموالاً طائلة و«لا يستطيع مقاومة النساء». وشرح عاطف كيفية الاتصال بناصر والإيقاع به. نفّذت جمانة العملية بواسطة دواء منوّم. زودها عاطف برقم هاتف الضحية، فاتصلت به وتوافقا على اللقاء في منزله في الشياح. وأثناء تناول العشاء، دسّت جمانة المنوّم في كأس ناصر، وما إن شرب حتى دخل في سبات عميق. اتصل بها عاطف فأخبرته بما حصل. طلب منها أن تفتح له الباب وتنتظره، وبعد قليل حضر عاطف وسرق أغراضاً لناصر. وقوّمت جمانة خلال استجوابها المسروقات بسلسلة من الذهب وخاتمين وساعة يد وأربعمئة دولار.اصطحب عاطف جمانة بعد ذلك إلى مكان إقامته، حيث يقيم معه حسن م. الذي كلّف صرف المسروقات وبيعها في سوريا، واقتسم الثلاثة الثمن في ما بينهم. وأكدت أن عاطف هو المخطط لهذه العملية وأن دورها اقتصر على التنفيذ ودلّت الشرطة على مكان إقامة عاطف وحسن.
اعترف عاطف بعد توقيفه بالأمر، غير أنه أفاد بأن جمانة هي التي طلبت منه تزويدها بدواء منوم لتتمكن من سرقة ناصر، فاشترى أربع حبات «فاليوم» وسلّمها لحسن الذي طحنها ووضعها في أنبوب صغير مع قليل من الويسكي وأعطاه لجمانة التي دسّته في المشروب المعدّ لناصر. سُلّم المصاغ إلى حسن الذي باعه في سوريا بمليون ليرة فقط، وكان «نصيب» عاطف نحو خمسمئة ألف ليرة، فيما حصل حسن على 200 ألف ليرة. أما جهاز ناصر الخلوي والمبلغ الباقي فكانا من نصيب جمانة. ونفى عاطف أمام الشرطة دخوله منزل ناصر، مؤكداً أن جمانة نفّذت عملية السرقة بمفردها.
أما ناصر فقدّر قيمة المسروق بأربعين ألف دولار وتمكن من التعرف إلى جمانة لدى مشاهدته لها فوراً، وقد أسقط حقوقه الشخصية بعد إعادة بعض المسروق له.
قرّرت محكمة الجنايات في جبل لبنان إنزال عقوبة الأشغال الشاقة لمدة خمس سنوات بكل من جمانة وعاطف وحسن، ومصادرة أموالهم.