صدر بيانٌ توضيحي عن قوى الأمن الداخلي بشأن حادثة مقتل الأحمد فيما ادّعى القاضي صقر بحق الموقوفَين بجرم الإهمال ومخالفة التعليمات العسكرية لإطلاقهما النار
رضوان مرتضى
لا تزال أصداء حادثة مقتل الشاب السوري على يد عسكريين من قوى الأمن تتردد. وتسلك هذه الأصداء على المستويين الشعبي من جهة والأمني القضائي من جهة أخرى. فالسكّان وأصدقاء الضحية مستمرّون بإلصاق صُور الأحمد تأكيداً لمظلوميته وغدره، علماً أنهم أقاموا تجمّعاً أمام المتجر حيث كان يعمل في شارع الصيداني في الحمرا وأضاؤوا الشموع إحياءً لذكراه. في المقابل، سُجّل تقدّم جديد في التحقيق بعدما ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر أمس، على الموقوفين المتهمين في حادثة مقتل الشاب عبد الناصر أحمد فجر الأربعاء، وهما المؤهل محمد ط. والمجند في قوى الأمن الداخلي إبراهيم ع. في جرم الإهمال في الوظيفة ومخالفة التعليمات العسكرية لإطلاقهما النار على الشاب السوري عبد الناصر علي الأحمد (22 عاماً) في منطقة الحمرا. وقد أحال القاضي صقر الموقوفين مع الملف على قاضي التحقيق العسكري الأوّل. من جهة أخرى، صدر عن شعبة العلاقات العامة في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بيان شرح ملابسات ما حصل محاولاً تبرير الجريمة الحاصلة، فذكّر بعدة عمليات سلب حصلت في مكان وقوع الحادثة، مشيراً إلى أنه نحو الرابعة فجراً من تاريخ 16/7/2010 سُلبت سيارة المواطن ع . م . ، نوع ب ام ف طراز X5 بقوة السلاح في محلة الحمرا ـــــ شارع الصيداني، ولفت البيان الى أن المحضر العدلي حدّد أوصاف الفاعل. كما ذكر حادثة أخرى، فعند الساعة الواحدة والنصف فجر تاريخ 24/7/2010 سُلبت سيارة المواطنة ر. ش. بقوة السلاح، وهي من نوع هوندا أكورد لون رصاصي في محلة الحمرا شارع بلس. ولفت، كما سبق أن ذكر، إلى أنه جرى تحديد لأوصاف الفاعل ذاتها.
ادّعى صقر على الموقوفين بجرم الأهمال ومخالفة التعليمات
دخل البيان عبر الحادثتين المذكورتين الى حادثة قتل الأحمد، فأشار الى أنه عند الساعة الثانية فجراً من تاريخ 1/12/2010 مرّت دورية من مكتب مكافحة جرائم السرقات الدولية مؤلفة من عنصرين في محلة الحمرا ـــــ شارع الصيداني، لرصد الشخص الذي يقوم بالسلب لكونها الدورية القائمة بالتحقيق في هذه القضية، علماً بأنها كانت مكلفة بخدمة الدورية الأمنية في محافظتي بيروت وجبل لبنان في هذا التاريخ. وذكر البيان أنه أثناء وجود الدورية في المكان شاهد عنصراها شخصين ينطبق على أحدهما مواصفات الشخص الذي يقوم بالسلب بقوة السلاح والذي كان يحمل على ظهره حقيبة صغيرة، فتقدمت الدورية منهما وأعلنت عليهما صفتها الرسمية لاستجلاء هويتهما ومعرفة سبب وجودهما في المحلة في ذلك الوقت المتأخر. فامتثل أحدهما فيما فر الثاني من أمام الدورية، فقامت بمطاردته حيث ركض مسرعاً ودخل أحد مواقف السيارات، فتابعت الدورية مطاردته. أطلق رئيسها عياراً نارياً في الهواء تحذيراً فلم يمتثل، وتابع الفرار، ورغم تكرار إعلان الدورية صفتها الرسمية قفز من الموقف باتجاه طريق خاص ضيق ومظلم مما اضطر عنصري الدورية الى إطلاق طلقين ناريين لإجباره على التوقف، فلم يتوقف، وتابع باتجاه شارع بلِس، وفي نهاية الطريق عثرت الدورية على الحقيبة التي كانت بحوزته وتابعت باتجاه شارع بلس حيث تبين أنه سقط أرضا إثر إصابته بطلق ناري. وقد سارع عناصر الدورية إلى نقله الى مستشفى الجامعة الأميركية للمعالجة، لكنه ما لبث أن فارق الحياة.
وأشار البيان الى أنه بعد التحقيق مع الشخص الذي كان برفقته، أفاد بأن رفيقه يدعى عبد الناصر حسن العلي الأحمد (سوري الجنسية)، وفرّ لأنه ليس لديه بطاقة هوية، مشيراً إلى أنه موجود في لبنان بطريقة غير شرعية ومطلوب للسلطات السورية بجرم تخلّف عن خدمة العلم. وختم البيان بتخمين مفاده أن عبد الناصر فرّ من أمام الدورية لتجنب توقيفه وتسليمه للسلطات السورية، لافتاً إلى أن عنصري الدورية أوقفا بناءً على إشارة القضاء المختص.