قاسم س. قاسمتوقفت، أمس، الدروس في كلية الآداب والعلوم الإنسانية ـــ الفرع الأول في الجامعة اللبنانية. الاعتصام هذه المرّة ليس للمطالبة بتعديل نظام «أل. أم. دي» أو الاعتراض على النقص في عدد الأساتذة، بل من أجل «قضية الأمة القدس»، كما كانت تشير اللافتات التي رفعت أمام مبنى قسم علم النفس.
في باحة الكلية، طال انتظار الفانات لأنّ ركابها سيشاركون في الاعتصام الذي دعت إليه القوى الطالبية في الجامعة. أما الصفوف فقد خلت من طلابها، ما عدا الذين آثروا الخروج إلى شرفات مباني الكلية لمراقبة الاعتصام من «فوق».
العمال السوريون في المبنى المقابل للكلية توقفوا عن العمل، واستغلوا «ساعة الغدا» ليشاركوا في الاعتصام الطالبي، لكن على طريقتهم. هؤلاء علقوا لافتة على أحد القضبان كتب عليها «القدس عربية».
تصدح الأناشيد الثورية المعتادة إيذاناً ببدء الاحتفال. يحضر مسؤولو الفصائل الفلسطينية من تحالف القوى الفلسطينية ومنظمة التحرير. لكن عدد المشاركين في الاعتصام لا يتجاوز العشرات، مقابل مواكبة أمنية كثيفة من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي ضاعف عددالمعتصمين.

الحضور الكثيف للقوى الأمنيّة ضاعف عدد المعتصمين
هكذا، قررت القوى الطالبية في الجامعة أن تكون الذكرى الثالثة والتسعون لوعد بلفور باكورة نشاطاتها السياسية في الكلية التي بدأت العام الجامعي الأسبوع الماضي. أرادوا التضامن مع الفلسطينيين والقدس وعرب 48 الذين يتعرضون لهجمات شرسة على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي في أمّ الفحم. لكن بسبب ما تمر به الدول العربية، لم يقتصر الاعتصام بطبيعة الحال على القدس فحسب، بل شمل أيضاً التضامن مع العراق الذي شهد، أول من أمس، سلسلة من التفجيرات واحتجاز الرهائن في كنيسة سيدة النجاة، فوقف المعتصمون دقيقة صمت عن أرواح شهداء الكنيسة. ثم ألقى كلمة الفصائل الفلسطينية سمير لوباني، مسؤول العلاقات السياسية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الذي رفض مسار التفاوض الذي لم يجلب، برأيه، سوى الاستسلام والتراجع. وأشار إلى أنّه «كلما قدمنا تنازلاً ازداد العدو بطلباته». أما يوسف بسام، مسؤول الشباب في التعبئة التربوية في حزب الله، فرأى أنّ «النشاط يهدف إلى مساندة الطلاب الفلسطينيين في جامعة صفد، والتضامن مع أبناء قرية أم الفحم».
من جهته، لفت خليل فقيه، مسؤول حركة أمل في الكلية، إلى أنّ الاعتصام هو «أقل ما يمكننا القيام به من أجل القضية الفلسطينية». وأضاف: «العام الماضي كان عام القدس في الكلية، وسنستمر على هذا النهج في العام الحالي أيضاً».