يتجه طلاب الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU)، غداً الجمعة، إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثيلهم في الهيئة الطلابية. التحالفات واضحة ومعلنة. أحزاب المعارضة السابقة تتنافس مع قوى 14 آذار ممثلةً بتيار المستقبل. أمّا الحزب الاشتراكي، فبيضة قبّان في ميزان تحالف المعارضة وسط مقاطعة الحزب الشيوعي. هكذا، يقف المستقبل وحيداً أمام احتمال الهزيمة الثانية أو إعادة الجامعة إلى كنفه
محمد محسن
المعركة الانتخابية بين الطلاب طاحنة أكثر من انتخابات العام الماضي. هذا ما يمكن أن نستشفّه من الاستعدادات للانتخابات الطالبيّة التي تجرى، غداً، في مجمعي الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت وجبيل. المعركة طاحنة لأكثر من سبب. فعدا التسييس، يطمح كل فريق إلى تحقيق أهداف واضحة ومؤلمة للطرف الآخر، بالمعنى الطالبي والسياسي.
ففريق 14 آذار، وعلى رأسه شباب تيار المستقبل، يستعدّ منذ بدء العام الدراسي لليوم الانتخابي. سيكون صعباً على هؤلاء أن يمرّ عام آخر من دون أن يقطعوا أمتاراً قليلة تفصل بين جامعتهم وقصر قريطم، ليهدوا الفوز إلى رئيس الحكومة سعد الحريري. أمّا فريق المعارضة السابقة، فينصبّ كل مجهود أعضائه ومناصريه، على تثبيت معادلة العام الماضي: كسح المستقبل في عقر داره، وتوزيع الفوز بين حارة حريك، عين التينة والرابية. هكذا، يتنافس المرشحون على 15 مقعداً، بزيادة 3 مقاعد لكلية الهندسة. التحالفات هي ذاتها تحالفات العام الماضي، لكن، مع استثناء كبير جداً، يبني عليه «المعارضون» تفاؤلهم المفرط بالفوز، وهو أنّ منظّمة الشباب التقدّمي أعلنت التحالف معهم، تاركة تيار المستقبل وحيداً، في مواجهة الأحزاب في الجامعة.
وبعدما قاطع الحزب الاشتراكي انتخابات الجامعة اليسوعية، يبدو أنّه سيكون اللاعب الأكبر في انتخابات اللبنانية الأميركية. فعدد الأصوات المتوقعة لتيار المستقبل في الكليات، يكاد يضاهيه عدد الأصوات المتوقع لتحالف حزب الله، حركة أمل، التيار الوطني الحر وحلفائهم. وإذا صبّت الكتلة الصلبة لأصوات الاشتراكي، كما هو معلن، مع المعارضة، فإن النتيجة تكون شبه محسومة باكتساح المقاعد لمصلحة هذا التحالف. ويلفت مسؤول منظّمة الشباب التقدمي في اللبنانية الأميركية، روي شعبان، إلى أن «التحالف بيننا وبين قوى المعارضة أكاديمي فقط، وترجمته ستكون عبر تبادل الأصوات، أمّا سياسياً فنحن نلتزم قرار الرئيس وليد جنبلاط بالبقاء على مسافة واحدة من الجميع».
هذا العام، قرّر الحزب الاشتراكي إعطاء الجنس اللطيف كل حصّته من المرشحين، إذ يرشّح 4 فتيات في كليّات إدارة الأعمال والفنون. لا يبدو مسؤول «شباب المستقبل» في الجامعة، سيف دياب، مسروراً من صيغة التحالفات الانتخابية، «فمعركتنا طاحنة، والجميع تكتّلوا ضدّنا». وفيما يتحدث عن تعميم وُجّه إلى شباب المستقبل يدعوهم إلى عدم الانجرار إلى أي مشكلة، يرى دياب أن «بعض الأطراف لا يلتزم جو الهدوء». بدوره، يبدي مسؤول التعبئة التربوية في حزب الله، جهاد مغنية، تفاؤلاً بحصد تحالف المعارضة المقاعد الـ15 في الكليّات، مستنداً إلى «أرقام تثبت فوزنا وخصوصاً في ظل التحالف مع الحزب التقدمي الاشتراكي». وعن التهدئة بين الطلاب، يؤكد مغنية «نحن داخلون في أجواء تهدئة، والمنافسة ديموقراطية بين

الإدارة متعاونة مع الطلاب ضمن الحفاظ على الهدوء والاستقرار
الطلاب، وإدارة الجامعة لا تميّز بين الطلاب وهي إيجابية جداً». وقد بدأت الشعارات تنتشر في أروقة الجامعة، والجميع يقول إنّه يسعى إلى خدمة الطلاب. طلاب تيار المستقبل تبنّوا شعار «لأجل لبنان»، أمّا المعارضة فتبنّت شعار «تابعوا العمل»، فيما فضّل الاشتراكيون شعار «طرق متعددة، هدف واحد». لكنّ هدفهم أمس لم يتحقق. إذ تعطّل مولّد الكهرباء، وألغيت الحفلة الجامعة لكل الطلاب التي دعت إليها المنظمة تحت عنوان «الموسيقى تجمعنا».
يتبنّى المتنافسون مسألة حاجات الطلاب، وهي معروفة: زيادة «المساعدات المالية» التي تقدّمها الجامعة، إقامة النشاطات الترفيهيّة، زيادة القدرة الاستيعابيّة وسرعة بث الموقع الإلكتروني للجامعة، حيث يجد الطلاب صعوبات أثناء ساعات تسجيل مقرراتهم عبر الإنترنت، إضافة إلى ضرورة توسيع القاعات وعدم حرمان الطلاب من مقررات يودّون إنهاءها ويتعذّر ذلك بسبب مشكلة المكان. تبدو الإدارة متعاونة مع الطلاب ضمن شروط معيّنة، أهمّها الحفاظ على الهدوء والاستقرار. وفي هذا الصدد يشير مسؤول شؤون الطلاب في الجامعة رائد محسن إلى أن «اجتماعاً عقد مع المندوبين والمرشحين واتفقنا جميعاً على تثبيت الهدوء، وعلى أن الجامعة تأخذ حق الطالب». ويشير محسن إلى ما يشبه الخطوط الحمراء: يمنع إطلاق الشعارات السياسية، يمنع إطلاق الشتائم بحق الاطراف الأخرى ورموزها ومرجعيّاتها، كذلك يمنع رفع الأعلام والشعارات الحزبيّة. ويؤكد محسن أن قرارات ستصدر قريباً بحق مفتعلي الإشكال الذي حصل أخيراً أمام إحدى بوابات الجامعة «تراوح بين التحذير والفصل من الجامعة».
في جبيل، يأخذ التيار الوطني الحر موقع تحالف حزب الله وحركة أمل، وتأخذ القوّات اللبنانيّة موقع تيار المستقبل. لكن التحالفات ذاتها، وموقف الحزب الاشتراكي ذاته، وهو ما يشجّع مندوبي المعارضة على التفاؤل رغم عدم حسم أي شيء نهائياً. هكذا، يتفاءل سامر صليبا، مسؤول التيار الوطني، في مجمّع جبيل بالفوز «بناء على تحالفاتنا وعملنا في الجامعة». ومن بين 2600 طالب في كليات جبيل، يتوقّع صليبا أن ينال تحالف المعارضة والحزب الاشتراكي أكثر من نصف الأصوات. أمّا مسؤول الجامعات الأميركية في مصلحة طلاب القوات اللبنانية روبير طوق، فلا يحسم أي نتيجة مسبقاً، علماً بأنّه يدرك أن القوات تواجه كل الأحزاب في الجامعة. يعوّل على «الصوت المسيحي، لنا غالبية أكثر من ثلاثة أرباعه، والنتيجة بيننا وبينهم يحسمها مقعد زائد لنا، أو مقعد زائد لهم».