612299/01 هو رقم الخط الساخن الذي حددته وزارة الثقافة للمواطنين للاتصال بها وإبلاغها بأي عمل تخريبي يطال المباني التاريخية والتراثية. فكرة أعطت ثمارها بسرعة قصوى. وتكشف المهندسة أسامة كلّاب أن «المواطنين تجاوبوا مع فكرة هذا الخط، وكان هناك تفاعل مع الوزارة والمديرية العامة للآثار. فنحن نتلقى دائماً اتصالات من مواطنين يطالبون بالمحافظة على البيوت القديمة. وبات بعض المواطنين مدركاً لطرق الهدم التي نادراً ما تأتي بسرعة. فللهدم أهل اختصاص، مبادئ في العمل. فهذه الشركات التي تأخذ المباني القديمة تعمل على تفكيكها قطعة قطعة. رخام الأرضيات، وخشب الشبابيك والقناطر يباع بأسعار عالية. لذا، تبدأ عملية «تجريد» المباني مما فيها. وحينما ينتبه المواطنون إلى هذه التفاصيل، غالباً ما يتصلون بالمديرية العامة للآثار عبر الخط الساخن ويبلغونها بالتفاصيل. حينها، يتوجه فريق من المديرية إلى المكان، وإن كان الإخبار حقيقياً، يُتّصل بمخافر الدرك التي توقف العمل على الأرض، ويحال الملف على وزارة الثقافة لدراسته والتأكد من الأهمية التاريخيّة للبيت، وإعطاء الإذن بالهدّ أو رفضه». وتقول كلاّب إنه حينما يُكشَف على الأرض، غالباً ما يتفاعل الناس معها إيجابياً، فيأتون ويسألونها إذا كان أصحاب العقار ينوون هدمه واستبداله ببنايات شاهقة». لكن هذا لا يعني أنه في بعض الأحيان يبدأ النقاش بشأن جدّية الحفاظ وأهميته، وإن كانت الجهود التي تقوم بها الدولة كافية أو لا.
تبقى إشارة إلى أن الإخبار على الخط الساخن يتطلب بعض المجهود من المتصل كي لا يضيع الوقت. فالحصول على رقم العقار حيث تجري عملية الهدم أو التفكيك يساعد كثيراً فريق العمل الذي يبدأ عمله من الملف قبل الزيارة الميدانيّة، ومن ثم هناك الإشارات الدقيقة إلى العنوان التي تسرع العمل. فبائع الخضرة الجوال مثلاً ليس دليلاً على المكان. يقبى الأهم، ألا يأتي الاتصال على الخط «لتصفية الحسابات». فكل من أراد أن ينتقم من شريكه السابق لعدم نجاح الشراكة يتصل حتى يوقف المعاملة أو على الأقل يؤخرها ويكبده خسائر. وهناك من يتصل بعدما يبيع بيته لمقاول، مدركاً تماماً أنه سيُهدم، لكنه يتصل لإيقاف تلك العملية. تضحك كلاّب قائلة إن «الخط الساخن لم ينشأ للحزازات والمشاكل، بل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تاريخ العاصمة وهويتها. والمواطنون هم أهمّ قوى ميدانيّاً، فهم العيون الساهرة التي تتابع ما يجري في كل مكان. ونحن لا نعمل للربح المادي السريع، بل لمدينة تعرف تاريخها وتحافظ عليه».