كامل جابر«من يسمعنا؟ أين المساحة المخصصة لنا في مجتمع تسوده الطائفية والحزبية؟ وهل تترك الموروثات الدينية لنا فسحة للتعبير عن طموحاتنا على نحو لا يتناسب مع توجيهاتها؟». أسئلة طرحها أمس الشاب عاصم ترحيني للنقاش أمام المشاركين في اللقاء الذي نظمته، أمس، «شبكة مجموعات شبابية» في النبطية. اللقاء يأتي في إطار إطلاق الشبكة لمشروعها الجديد المتمثل بتدريب الشباب على الدفاع عن حقوقهم.
تلفت مسؤولة الجمعية، ليلى سرحان، «الأخبار» إلى أنّنا «لم نخترع الفكرة أو نسقطها على الشباب، بل اكتشفناها بعد سلسلة من اللقاءات الحوارية معهم، اطلعنا خلالها على حاجاتهم وهواجسهم، وكيف أنّهم يريدون المطالبة بحقوقهم ولا يعرفون الوسائل. لا يتقن الشباب، كما تقول، طريقة التوجه إلى أصحاب القرار، وذلك يفترض أن تكون لديهم معرفة بالقوانين».
الشباب سيتعلمون كيف يصوغون أفكارهم للتوجه إلى أصحاب القرار
التدريب، بحسب سرحان، سيمنح الشباب فرصة امتلاك المعرفة بشأن قضايا تهمهم، وكذلك الأدوات والتقنيات، عبر ورش عمل داخلية توعوية، تترافق مع تقنيات، تعتمد بصورة أساسية المسرح التفاعلي والقدرة على التوجه إلى الجمهور، ولا سيما أنّ القضايا التي يتحدثون بها ليست شخصية، بل عامة وتستهدف المواطنين. لا يغفل المشروع الوسائل الأخرى للتواصل مثل «جريدة الحائط» و«الإنترنت» و«الفايسبوك».
وتستمر الورش التدريبية 10 أشهر، يتخللها إعداد استمارة تتألف من سؤالين يتوجه بهما الشباب إلى المواطنين في البلدات المجاورة: ما هي الأولويات في منطقتك؟ ما هي أسباب المشاكل التي نعانيها؟».
تشرح الزميلة بادية فحص التي تتولى مهمة تدريب الشباب على الإعلام المدافع أنّ «الشباب سيخضعون لتدريبات متخصصة على كيفية صياغة أفكارهم، أخبارهم، مقالاتهم وتحقيقاتهم، ليسهموا في المواجهة والمحاسبة».
هل هناك فئة معينة من الشباب يتوجه إليها المشروع؟ تجيب سرحان: «المركز مفتوح. هو مساحة للشباب كافة، بغضّ النظر عن سياساتهم وانتماءاتهم، من علمانيين أو متدينين، ممن يرقص «راب» أو يدبك، وكل من يجد في هذا المركز مساحة له، يستطيع أن ينضم إلينا».
تردف: «البيئة المحلية فئة مستهدفة أساسية، وسنلجأ إلى تأليف كتلة ضغط لمطالبتها بالحقوق، ولا نتحدث عن مواجهة ومطالبة للمشاكسة، بل لنيل الحقوق مع إدراكنا للواجبات».
تتحدث عن صعوبات العمل مع الشباب لجهة اختيار الأفكار الجاهزة التي تتوافق مع رغباتهم الشخصية وغرائزهم، بينما نحاول أن نمنحهم المساحة للتعبير عن آرائهم في القضايا الكبرى. وتلفت إلى وجود مشاكل في الإصغاء وفوضى في التفكير والاستماع والتصرف لدى الشباب تفاقمت أكثر بعد حرب تموز.