يعمل سمير (اسم مستعار) ناطوراً لبناية في محلة الرملة البيضاء، وكان ولداه محمد وربيع يتردّدان الى غرفته في البناء نفسه، وكان يعهد من حين لآخر إلى أحدهما بالحلول مكانه إذا رغب في الذهاب الى سوريا. الابن محمد كان عاطلاً من العمل ومتزوجاً من امرأة تركية، وقد عهد إليه والده في الآونة الأخيرة الحلول مكانه في البناء، ثم غادر الى سوريا، حيث غاب ما يقارب الشهرين. في تلك الفترة، كان محمد يستضيف شلة من الأشخاص الذين يدورون في فلكه، وما إن عاد والده من سوريا حتى غادر محمد البناء الى مكان مجهول، من دون أن يعرف والده أي شيء عن مكانه.
صاحب إحدى الشقق في المبنى غادر مع عائلته الى الجبل، وعندما عاد في اليوم التالي، وجد أن منزله قد تعرّض للسرقة بواسطة الكسر والخلع فتقدم بشكوى ضد مجهول. بدأت التحقيقات فتبيّن أن محمد هو من أصحاب السوابق في مجال السرقة، وقد أدخل السجن أكثر من سنة، ومن ثم جرى ترحيله الى سوريا، إلا أنه عاد فدخل لبنان خلسة.
عملية السرقة قد حصلت خلال وجود محمد في لبنان بصورة غير شرعية، وفي الوقت الذي عهد فيه إليه والده بأن يحل مكانه للعمل ناطوراً للبناء، أثناء وجود والده في سوريا. بالتحقيق معه، اعترف محمد بأنه كان في لبنان أثناء حصول عملية السرقة، وأن والده أخبره بموضوعها، غير أنه أنكر إقدامه على ذلك، وادّعى بأنه بات مع والده قبل يوم من حصولها، فيما أفاد الأخير بأن محمد غادر الى سوريا أو الى تركيا قبل خمسة أيام من حصول السرقة، لكن محمد تحدث عن بعض التفاصيل عن مدخل البناء وما يحيط به لجهة الشجرة الكائنة من الجهة اليسرى وصلابة جذعها ومدى قربها من حافة البناء ولا سيما لجهة شرفة الطبقة الأولى. تبيّن من التحقيق أن المشتبه فيه بالسرقة قد أقدم على التسلّق للدخول الى الشقة من شرفتها، بعد معالجة الباب وكسره ونفذ منها الى غرفة النوم حيث توجد الخزنة الحديدية، وقد عالجها بعدما انتزعها من مكانها، رغم أن وزنها يزيد على خمسة وسبعين كيلوغراماً، وسرق من داخلها المجوهرات.
أصدر قاضي التحقيق في بيروت شوقي الحجار قراراً أحال بموجبه محمد ح. أمام محكمة الجنايات للمحاكمة، طالباً إنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة بحقه وسجنه من ثلاثة أعوام الى خمسة عشر عاماً حداً أقصى.