شهد سجن جب جنين خلافاً بين عدد من السجناء تطور من التلاسن إلى التضارب، فوقع 4 جرحى، حالة أحدهم حرجة، هذا الحادث يأتي بعد أعمال شغب وإضرابات عن الطعام في هذا السجن
نقولا أبو رجيلي
يبدو أن «عدوى» أعمال الشغبّ تتنقل من سجن الى آخر، فبعد مرور أقل من 5 أيام على فرار أحد موقوفي فتح الإسلام من السجن المركزي في روميه، كان الحدث أول من أمس في سجن جب جنين. شهدت الغرف شجاراً وتضارباً بالإيدي بين عدد من النزلاء الذين يحملون جنسيات لبنانيّة وأجنبيّة متعددة، سقط بنتيجته 4 مساجين أصيبوا بجروح كبيرة ومتوسطة، نقل اثنان منهم الى أحد مستشفيات المنطقة لتلقي العلاج، حالة أحدهما الصحيّة حرجة، والسجناء هم: باسم ع.، وعلي ع. ر.، وميلاد ن.، وحسين غ.
أما الأسباب التي أدّت الى حصول الخلاف، فقد تحدثها عنها مسؤول أمني قال لـ«الأخبار» إن ما جرى «أمر عادي يتكرر من حين الى آخر في بعض السجون»، ونفى وضع الحادث في خانة التمرد أو أعمال الشغب، مؤكداً أن عناصر السجن والقوى الأمنيّة، تمكّنوا بفترة قصيرة لم تتجاوز نصف ساعة من السيطرة على الوضع، وإعادة الأمور الى طبيعتها .
في تفاصيل الحادث، علمت «الأخبار» نقلاً عن مصادر أمنيّة موثوقة، أن تلاسناً وتبادلاً للشتائم حصلا بين سجينين بسبب التزاحم بينهما لمواجهة أقرباء لهما حضروا في موعد الزيارات يوم السبت (أي أول من أمس)، وما لبث أن تطوّر الخلاف ليشمل عدداً من مناصري الطرفين الذين أقدم عدد منهم على تحطيم بلاط السيراميك في السجن بعد نزع أجزاء منه عن جدران المغاسل والحمامات، واستخدم بعضهم أطراف السيراميك الحادة وسيلة لتشطيب أجساد «الخصوم».
أكدت المصادر أن عدداً غير قليل من النزلاء أصيب بجروح طفيفة ومتوسطة، تمت معالجة هؤلاء داخل السجن، فيما نُقل سجينان الى المستشفى جراء إصابتهما بجروح بليغة، عرف منهما ميلاد ن. سوري الجنسيّة، الذي أدخل الى غرفة العناية الفائقة جراء تعرضه لضربة قويّة تسببت له بنزف حاد، وكان وضعه الصحي حرجاً.
الجدير ذكره، أن سجن جب جنين كان قد شهد في أوقات سابقة حالات إضراب عن الطعام نفذها نزلاء سودانيون طالبوا بترحيلهم إلى بلادهم. كما شهد السجن عمليات شغب، كان آخرها كان قبل نحو أسبوع، حين أقدم أحد السجناء على تشطيب جسده بألة حادة، ما استدعى نقله الى المستشفى لتلقّي العلاج، أما أسباب هذا الحادث فبقيت مجهولة.

حطّم البلاط بعد نزع أجزاء منه عن جدران المغاسل والحمامات
تجدر الإشارة الى أن سجن جب جنين يقع في الطابق السفلي لمبنى سرايا جب جنين، وهو مؤلف من 6 غرف، خُصصت 3 منها في الأساس لتستوعب نحو 60 نزيلاً لا تتجاوز مدة أحكامهم 3 سنوات، فيما يصل عددهم حالياً الى أكثر من 100 نزيل بين موقوف ومحكوم. يعاني النزلاء بالتالي من الاكتظاظ في مكان مقبول نسبياً من حيث المواصفات الصحيّة المطلوبة.
وفي إطار الكلام عن أعمال شغب، لفت أحد الأمنيين الى أن ضبط الوضع الحالي داخل سجن جب جنين يتطلّب وجود ضابط على رأس إدارته، بغية تسيير الأمور أفضل، تداركاً لتكرار أعمال شغب كالتي وقعت يوم أول من أمس.
من جهة ثانية، ورد بلاغ إلى قوى الأمن يوم الخميس الماضي، يفيد بأن السجين إبراهيم ع.، وهو نزيل سجن أميون (الكورة)، قام بتشطيب جميع أنحاء جسمه بواسطة شفرة كانت بحوزته داخل السجن، وقع الحادث عند الساعة الثانية بعد الظهر. بعد مرور بعض الوقت حضرت دورية من طوارئ أميون إلى حرم السجن، فابتلع إبراهيم ع. الشفرة، وقد تمكن رجال القوى الأمنية من إخراج إبراهيم ع. من السجن وتكبيله، ليُنقل إلى أحد مستشفيات الكورة لمعالجته. ورد في البلاغ أيضاً أن السجين المذكور نجح في إثارة أعمال شغب داخل السجن، ولم تعرف تفاصيل الشغب الذي أُثير، ولا السجناء الذين شاركوا فيه.