«غريب أمر الجامعات الخاصة هذا العام! كيف ترأّفوا بنا وبحال أهلنا ولم يبشّرونا بزيادة جديدة على سعر الوحدات الجامعية؟»

مايا أبو صليبي خشان
مع بداية العام الدراسي الجديد، «زمط» طلاب أكبر جامعتين خاصتين في كسروان من زيادة على الأقساط. لارا، طالبة السنة الثانية في كلية إدارة الأعمال في جامعة الروح القدس – الكسليك، تشكر ربّها على النعمة التي حلّت عليها وعلى ذويها في «موسم حمّى الزيادات في كل القطاعات»، آملة أن تُمحى كلمة زيادة من القاموس، باستثناء «الزيادة على الرواتب طبعاً» كما تقول ممازحة، فالفتاة تعمل في أحد المطاعم لتساعد والدها على سداد قسطها الجامعي «المقسّط»، الذي أصبح الهاجس الأكبر شهرياً. ليال فارس، طالبة السنة سادسة هندسة في جامعة الكسليك أيضاً، تعمل في مكتبة قرب الجامعة لتحصيل مصروفها الشخصي ولمساعدة والدتها في دفع القسط، رغم أنها تستفيد من حسم يقدمه لها مكتب الخدمة الاجتماعية في الجامعة، «لكن بعد مئة ألف جميلة ومشكل». فـ«مطلوب محكمة للحصول على طلب مساعدة»، برأي الطالب ابراهيم الذي يعمل مدير صالة في أحد المطاعم منذ ثلاث سنوات ونصف حتى يتمكّن من متابعة دراسته للهندسة رغم حسم العشرة بالمئة الذي يناله، لأن الأقساط تظل مرتفعة رغم الحسم، ولأن «الزيادات على الأسعار كانت كافية السنة الماضية وما كانت لتحتمل زيادة أخرى هذا العام أصلاً»، كما تؤكد زميلته، باميلا، رغم أنها طالبة مرتاحة مادية نوعاً ما.
من جهة ثانية، أكّد مدير شؤون الطلاب في جامعة الكسليك، الأب ميشال أبو طقّة، أن «لا زيادة هذا العام على الأقساط الجامعية، وهي غير واردة أبداً»، مشيراً الى أنه منذ سنتين، وبعد فترة طويلة من عدم تغيير الأسعار، «زدنا أسعار الوحدات الجامعية وما زلنا على الأسعار نفسها لأننا نشعر بأوضاع طلابنا ولأننا أبناء هذا المجتمع». وتختلف كلفة الوحدة بين كلية وأخرى، وتراوح ما بين الستين دولاراً والثلاثماية دولار في كلية الطب، «والقرار للطالب

تبقى الأقساط عالية رغم المنح
في طريقة تقسيط قسطه». لكن في مقابل ذلك، أوضح أبو طقة أنّ ثمة مساعدات جامعية وتقديرية تمنح للطلاب المتفوقين، إلى جانب المساعدات الاجتماعية التي تدرس، وقد تصل الحسومات بناء عليها إلى الخمسين بالمئة، فضلاً عن المساعدات التي تُقدّم للمنتسين إلى الجامعة وتربطهم صلة أخوة، وعن فرص عمل الطلاب داخل الجامعة.
كذلك، أكد نائب رئيس جامعة سيدة اللويزة للشؤون الثقافية والعلاقات العامة، سهيل مطر، أنّ الإدارة امتنعت هذا العام عن أية زيادات على أسعار الوحدات الجامعية، «رغم وجود رغبة في أن تكون الزيادات بمعدلات قليلة جداً سنوياً حتى لا يشعر الطلاب بحجم عبئها عليهم»، فـ«الأوضاع الاقتصادية لا تسمح». ولإدراك الجامعة ذلك، تعمد إلى تقديم التسهيلات، فهي «تقدم حسم 15% عن كل طالب من أفراد العائلة التي تعلّم ولدين وأكثر في جامعتنا». إلى ذلك، تلجأ الجامعة بحسب مطر، إلى إحدى طريقتين لمساعدة الطلاب، «المنح التي تعطى للمتفوقين والمتميزين بعلاماتهم أو بنجاحاتهم في أي من المباريات، وتتراوح ما بين الـ25% والـ75%. أما الطريقة الثانية فه المساعدة المادية وتعطى للطالب الذي يتقدم بطلب يشرح فيه ظروفه المعيشية، فتدرس الدائرة المختصة الطلبات وتقرر المناسب، وقد تصل الحسومات إلى أربعين في المئة».