strong>قاسم س. قاسمعادة تكون الطريق الى مبنى ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية في الجناح هادئة. لكنها أمس عجقت، وعن جد. فما إن أعلنت الممثلية بدء استقبال طلبات التلامذة الجامعيين للمنح المقدمة من «صندوق الرئيس محمود عباس لمساعدة الطلبة الفلسطينيين في لبنان»، الذي أنشئ منذ شهر، حتى زحف الطلاب إلى المكان. وعلى الرغم من أن الصندوق حمل اسم رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته، محمود عباس، إلا أن بعض مسؤولي التحالف كانوا هنا لتقديم طلبات لأبنائهم، متناسين خلافاتهم السياسية، أو برغم تلك الخلافات، فقد نجحت الممثلية للمرة الأولى ربما، باستثارة انتباههم كونها قدمت ما هم بحاجة إليه فعلاً، أي العلم لأبنائهم. أما حمل الصندوق اسم عباس، كما يقول ماهر مشيعل المستشار الثقافي للممثلية، رداً على سؤال، فهو لتأكيد «صدقيّة وشمولية الصندوق، لأنه يحمل اسم رئيس الشعب الفلسطيني كله، وليس رئيس حركة فتح فقط». لكن بالنسبة إلى البعض، عباس لا يمثل الشعب الفلسطيني كله. يؤكد مشيعل أنه لن يكون هناك «واسطات لأحد، حتى إنه لا توجد أي إشارة في الطلبات إلى أي فصيل ينتمي الطالب»، كما يقول.
هكذا، اكتظت الممثلية والشارع المؤدي إليها بالطلاب الفلسطينيين وأهلهم الآتين من مختلف المخيمات. في الداخل، انشغل موظفو الممثلية بتوجيه الطلاب إلى مكان تعبئة طلباتهم، وللإجابة عن استفساراتهم. يفتخر الموظفون بأن عدد الطلاب الذين أتوا الى مبنى السفارة «اليوم (أمس) تجاوز المئة». في إحدى القاعات انتشر الطلاب على الطاولات. انحنوا فوق الأوراق التي بين أيديهم. بدوا كأنهم يقدمون امتحانات رسمية. في إحدى الزوايا تجلس فتاة بالقرب من والدها، تطلب منه أن يملي عليها الرقم الإحصائي المدوّن على الهوية، لتسلّم طلبها. الصندوق سيعمل على تقديم منحه لطلاب السنة الأولى في الجامعة، وسيكمل تقديم المساعدات حتى التخرج. أما نسبة الأموال التي ستدفع للأقساط، فيلفت مشيعل إلى أن «لكل اختصاص سقفاً محدداً، فإذا كانت نسبة علامات الطالب 80% فإنه سيأخذ 80% من أموال القسط».