محبّو الصين على موعد مع كتب تتناول ثقافتها في إطار معرض ينظّمه مركز كونفوشيوس في جميع فروع مكتبة أنطوان ويستمر حتى 17 من الشهر الجاري
رنا حايك
باللغتين الفرنسية والإنكليزية، والصينية أيضاً في بعض الحالات، تتحدث كتب متنوعة في جميع فروع مكتبة أنطوان عن جوانب مختلفة من الثقافة الصينية، في إطار معرض ينظّمه مركز كونفوشيوس التابع للجامعة اليسوعية في بيروت. المعرض جاء «تلبية لرغبة طلابنا وحاجاتهم» كما تؤكد إليانا ابراهيم، مديرة المركز، التي تنوّه بـ«اهتمام الشخصية اللبنانية بالثقافات الأجنبية وفضولها في التعرف إلى الآخر». لم يأت ذلك التأكيد من فراغ. فالمركز، الذي افتتح عام 2007، فرعاً أول ووحيداً في العالم العربي لمعهد كونفوشيوس الصيني الذي ينتشر 130 فرعاً منه في جميع أنحاء العالم، ويتبع المكتب المركزي لتعليم اللغة الصينية في الخارج، «هانبان»، الرامي إلى توثيق العلاقات بين الشعب الصيني وشعوب العالم بهدف ترويج التعاون الاقتصادي والتبادل العلمي والثقافي بين الصين والدول المضيفة، وذلك من خلال نشر اللغة الصينية والثقافة الصينية، يشهد ازدياداً ملحوظاً في عدد الطلاب عاماً بعد عام، الأمر الذي حثّ المركز على افتتاح فرع ثان له هذه السنة في صيدا. الآن، ينتسب للمعهد 160 طالباً في بيروت و31 طالباً في صيدا. الإقبال الذي شهدته اللغة الصينية دفع القيمين كذلك إلى إطلاق برنامج جديد، خاص بالمدارس، هذا العام، ويقضي بتكفّل المعهد، بناء على اتفاق مع أي مدرسة مهتمة، بتمويل تدريس اللغة الصينية لمن يرغب بتعلمها من التلامذة، خلال ساعات دراسية إضافية، تنظّم في حرم مدارسهم. يشمل البرنامج أيضاً تبادلاً في الطلاب، يتيح للتلامذة اللبنانيين قضاء أسبوعين في الصين لمزيد من الإفادة. بانتظار أن تتقدم

يتعهّد المركز تدريس الصينية مجاناً في المدارس المهتمة

المدارس المهتمة بطلباتها، سيبدأ تطبيق البرنامج في مدرسة «Grand Lycee» في الأشرفية التي كانت إدارتها من أول المهتمين به.
«تتراوح أعمار طلابنا بين 6 أعوام و63 عاماً» تقول ابراهيم. فبالنسبة لصغار السن، أثبتت الدراسات أن القدرة على تعلم اللغات الجديدة تكون في أوجها في الصّغر، كما أن ذلك يحفّز ذكاء التلميذ ودماغه، ودوام المعهد، أيام السبت، لا يتعارض مع دوام التلاميذ في المدرسة. أما بالنسبة للأكبر سناً، فهي شريحة تشمل مختلف أنواع الطلاب: من طلاب الجامعة اليسوعية وغيرها من الجامعات، إلى المتخرجين المهتمين بالاطلاع على لغة وثقافة جديدتين، حتى رجال الأعمال الذين يحتاجون للغة الصينية في ظل ازدهار التجارة بين البلدين. يمكن أي مهتم أن ينتسب إلى المركز، لتعلم اللغة أو الطب الصيني والتدليك، بعد الخضوع لامتحان قبول يجري من خلاله فحص مهارات الشخص لتعلم لغة جديدة. الدراسة مرنة، تحتسب بالساعات التي يحدّد إتمام جزء منها الترفع من مستوى أكاديمي إلى آخر في المنهج. فكل مستوى يتطلب 40 ساعة من الدروس. حين يصل الطالب للمستوى الثالث، يصبح باستطاعته أن يرتاد الجامعة في الصين أو حتى أن يعمل هناك. فالمركز يقدّم للمتفوقين منحاً تخوّلهم متابعة دراستهم في اللغة الصينية لمدة عام في الصين، حيث اللغة التي ينطق بها ثلث سكان العالم، أصبحت مطلوبة اليوم في لبنان.