كامل جابرأثمرت الجهود التي قامت بها مرجعيات سياسية واجتماعية في مدينة النبطية ومنطقتها، في تبديد خلفيات «المواجهة» التي حصلت ليل السبت بين عمال سوريين ولبنانيين محازبين في حي السراي وسط مدينة النبطية وسببت سقوط عدد من الجرحى وأضراراً في السيارات والمحال التجارية.
«ما شجع على تقريب وجهات النظر، هو إصرار العمال السوريين على نفي الوجهة السياسية للخلافات التي حصلت واعتبار الحادث قد بدأ فردياً ثم امتد إلى مكان لم يكن العمال يرغبون في امتداده» الكلام للمحامي وليد رائف غندور الذي يترافع عن عدد من الموقوفين السوريين، ويؤكد أن العديد من هؤلاء العمال «يرتبطون بالمصاهرة مع أهالي المدينة، وباتوا يؤلّفون جزءاً لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والاقتصادي، والبنية المعمارية والزراعية للمنطقة، وهم حريصون أكثر من غيرهم على صفاء العلاقات مع جيرانهم في حي السراي، خصوصاً أن بيوت الحي متلاصقة ومتداخلة، وما يقع على أبناء الحي يقع على العمال السوريين».
يلفت غندور إلى أن «أكثر هؤلاء العمال قطعوا مئات الكيلو مترات، وآثروا العيش في الغربة بحثاً عن لقمة عيشهم، وفضّلوا السكن في الحي الذي يشبههم، بفقرهم وبساطتهم، بيد أن مجموعة من الموتورين هي التي سببت الحادثة التي وقعت نهاية الاسبوع الفائت، وعلى الأجهزة الأمنية والقضائية أن تتعامل مع هؤلاء بمنطق قانوني حاسم، وأن يُرفع الغطاء عن أي لبناني أو سوري مخلّ بالأمن أو مسبّب للفوضى».
في الحي نحو 150 عاملاً سورياً، ويتعرض العديد منهم لاستفزازات فردية طائشة
تمنى غندور تأليف لجنة تحقيق محلية تقف على أسباب الحادث «خصوصاً أن في الحي نحو 150 عاملاً سورياً، ويتعرض العديد منهم لاستفزازات فردية طائشة، كادت أن تأخذ الأمور إلى ما لا تحمد عقباه».
ولم تزل الأجهزة الأمنية والقضائية تحتفظ بأربعة عشر موقوفاً، منهم 10 سوريين و4 لبنانيين، فيما الملاحقات مستمرة لتوقيف أحد اللبنانيين المتهمين بالمشاركة في الحادثة. وأحصيت الأضرار في السيارات وواجهات المحال التجارية، التي نتجت من العراك بالعصي والسكاكين والرشق بالحجارة، وتدرس الأمر جهات «مهتمة» للبحث في «كيفية التعويض على المتضررين».
ونفى زياد غندور أن يكون قد أصيب في «مواجهات» حي السراي في النبطية. وقال في اتصال مع «الأخبار»: «أنا تدخلت بموجب قرار حزبي من منظمة حزب البعث العربي الاشتراكي في النبطية التي أنتمي إليها، للمشاركة في فضّ النزاع والحد من توسع الإشكالات التي حصلت، ومن أجل ذلك نزلت إلى الشارع مع مجموعة من رفاقي وكانت مهمتنا لملمة ذيول الحادثة ومنع انتشارها، وهذا ما جرى، خصوصاً أن العمال السوريين لم يكونوا بوارد مواجهات مع أحد من سكان الحي، أو خارجه، أو مع أية جهة حزبية لبنانية».
يُشار أخيراً إلى أن لجنة مؤلّفة من العمال السوريين عقدت عدة لقاءات مع أبناء حي السراي في النبطية. وتحدث أعضاء اللجنة باسم العمال في المنطقة، معبرين عن احترامهم للعادات والتقاليد الاجتماعية لأبناء الحي مضيفين أن «ما يفرحهم يفرحنا وما يحزنهم يحزننا».