اسامة القادري، داني الامين كما هو متوقع و..معتاد، ما إن بدأت زخات المطر الأولى لعاصفة بعد ظهر أمس، حتى انهالت معها الأخبار عن طوفانات هنا وهناك جرّاء انسداد المجاري وعدم تنظيفها قبل حلول فصل الشتاء، كما تنصّ إجراءات السلامة العامة، إضافة إلى حوادث سير في وقت قياسي لا يتجاوز نصف ساعة جرّاء انزلاق السيارات على الطريق التي أوحلت بسبب المطر، والتي زاد وحلها نتيجة أعمال الترميم والترقيع المنتشرة على طول الطرقات، والتي لم تنته قبل فصل الأمطار.
ففي البقاع الأوسط، عند طريق شتورة زحلة، وقع حادثا اصطدام، الأول في منطقة تعلبايا، بين سيارتين، والثاني على جانب طريق سعدنايل حين اصطدمت سيارة أخرى بعمود كهرباء. وفي البقاع الغربي، وقع حادث ثالث عند طريق المرج ـــــ حوش الحريمة الذي يشهد أعمال تأهيل، نتيجة انزلاق فان مخصص لنقل البضائع، واصطدامه بسيارة في الاتجاه المعاكس. ووقع أيضاً حادث في منطقة الخيارة ـــــ حوش الحريمة، حيث سقطت سيارة في إحدى حفريات أشغال محطات التكرير على جانبي الطريق، وذلك في منطقة الخيارة ـــــ عزة. لكن لحسن الحظ، «سترها المولى»، فقد اقتصرت جميع أضرار تلك الحوادث على الماديات فقط. العاصفة التي بدأت بعد ظهر أمس وأغرقت كل المناطق اللبنانية تقريباً، توقفت هنا في البقاع بعد ساعة، لكنها كانت مدة كافية لتحويل الطرقات إلى بحيرة وحل، نتيجة غزارة المتساقطات. ولقد عكف المواطنون في المحال المحاذية للطرقات على تنظيف نتائج العاصفة مرددين «لا حول ولا قوة إلا بالله». وفي الجنوب تحولت الأمطار الغزيرة إلى كارثة على الكثيرين الذين لم يتوقعوا هطول هذا الكمّ الهائل من المياه التي تسلّلت إلى داخل المنازل وأحدثت أضراراً في المزروعات. وقد عجّت محال الخرضوات بالزبائن الذين قصدوها لشراء القساطل والنايلون لاستخدامها لتوفير إمدادات المياه من الآبار ولمنع دخول المياه إلى المنازل. مدير مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية في تل عمارة ـــــ رياق الدكتور ميشال افرام، لفت في اتصال مع «الأخبار» إلى أن المنخفض الجوي الذي يخيّم على لبنان مستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، لافتاً إلى أن الطقس خلال اليومين المقبلين، أي خلال عطلة الأسبوع، سيكون غائماً وممطراً. وفي السياق نفسه، أفاد مندوب «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن طائرة تابعة للخطوط الجوية التونسية اضطرت إلى تحويل مسارها إلى مطار دمشق الدولي بسبب العاصفة الرعدية التي شهدها لبنان، ثم عادت وحطّت في المطار بعد ساعات. وأكد برج الملاحة «أن حركة الملاحة الجوية تسير سيراً طبيعياً ولم تتأثر بالطقس الماطر، وقد حطّت وأقلعت كل الطائرات في مواعيدها.